معصوم. وقيل : معناه : أطمع أن يغفر لمن يشفّعني فيه ؛ فأضافه إلى نفسه. وهذا الكلام إنّما صدر على وجه الاحتجاج على قومه والإخبار بأنّه لا يصلح للإلهيّة إلّا من فعل هذه الأفعال. (١)
(يَوْمَ الدِّينِ). فإن قلت : لم علّق مغفرة الخطيئة بيوم الدين وإنّما تغفر في الدنيا؟ قلت : لأنّ أثرها يتبيّن يومئذ وهو الآن خفيّ لا يعلم. (٢)
[٨٣] (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (٨٣))
(هَبْ لِي حُكْماً). يعني النبوّة. وقيل : المراد علما إلى علم وفقها إلى فقه. (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ). أي من قبلي من النبيّين في الدرجة والمنزلة. أو : افعل بي من اللّطف ما يؤدّيني إلى الصلاح والاجتماع مع النبيّين في الثواب. والصلاح هو الاستقامة على ما أمر الله به ودعا إليه. (٣)
(وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) : وفّقني للكمال في العمل لأنتظم به في عداد الكاملين في الصلاح. (٤)
[٨٤] (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (٨٤))
(وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) ؛ أي : ثناء حسنا في آخر الأمم وذكرا جميلا وقبولا عامّا في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة. فأجاب الله دعاءه فكلّ الأديان يثنون عليه ويقرّون بنبوّته. وقيل : معناه : واجعل لي ولد صدق في آخر الأمم يدعو إلى الله ؛ وهو محمّد صلىاللهعليهوآله. (٥)
وعن أبي عبد الله عليهالسلام : انّه عرضت على إبراهيم ولاية أمير المؤمنين عليهماالسلام فقال : اللهمّ
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤.
(٢) الكشّاف ٣ / ٣٢٠.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٣٠٤.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٥٨.
(٥) مجمع البيان ٧ / ٣٠٤.