اجعله من ذرّيّتي. ففعل الله ذلك. (١)
(وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ). قال : هو أمير المؤمنين عليهالسلام. (٢)
[٨٥] (وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (٨٥))
[٨٦] (وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ (٨٦))
(وَاغْفِرْ لِأَبِي) بالهداية والتوفيق للإيمان. (إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) عن طريق الحقّ. وإن كان هذا الدعاء بعد موته ، فلعلّه كان لظنّه أنّه كان يخفي الإيمان تقيّة من نمرود. ولذلك وعده. أو لأنّه لم يمنع بعد من الاستغفار للكفّار. (٣)
(مِنَ الضَّالِّينَ) ؛ أي : من الذاهبين عن الصواب في اعتقاده. ووصفه بأنّه ضالّ يدلّ على أنّه كان كافرا كفر جهالة لا كفر عناد. وقد تقدّم الكلام فيه في سورة التوبة. (٤)
[٨٧] (وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧))
(وَلا تُخْزِنِي) بتعذيب والدي. (يُبْعَثُونَ). أي العباد. (٥)
(يَوْمَ يُبْعَثُونَ) ؛ أي : لا تعيّرني بذنب يوم يحشر الخلائق. وهذا كان منه على وجه الانقطاع إلى الله ؛ وإلّا فالقبيح منفيّ عن الأنبياء عليهمالسلام. (٦)
[٨٨ ـ ٨٩] (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩))
(إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ) ؛ أي : إلّا حال من أتى الله (بِقَلْبٍ سَلِيمٍ). وهو من قوله : (تحية بينهم ضرب وجيع». أي أن يكون القلب السليم بدلا عن المال والبنين. وإن شئت حملت الكلام على المعنى وجعلت المال والبنين في معنى الغنى ؛ كأنّه قال : لا ينفع غنى إلّا غنى من أتى الله
__________________
(١) تأويل الآيات ١ / ٣٨٨ ، ح ٨.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ١٢٣.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٥٨.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٣٠٤.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٥٨.
(٦) مجمع البيان ٧ / ٣٠٤.