(قالُوا آمَنَّا). بدل من ألقي بدل الاشتمال. أو حال بإضمار قد. (١)
[٤٩] (قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (٤٩))
(آمَنْتُمْ لَهُ) ؛ أي : أصدّقتم له فيما يدعو إليه. (قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ). أي أنا في تصديقه. (لَكَبِيرُكُمُ) ؛ أي : أستاذكم وعالمكم. (فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) ما أفعله عقوبة لكم على تصديقكم إيّاه. ثمّ فسّر ذلك بقوله : (لَأُقَطِّعَنَّ). (مِنْ خِلافٍ). يعني قطع اليد من جانب والرجل من جانب آخر. (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ) مع ذلك على الجذوع. (٢)
(آمَنْتُمْ). حمزة والكسائيّ وأبو بكر : «أآمنتم» بهمزتين. (عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ) فعلّمكم شيئا دون شيء ولذلك غلبكم. أو تواطأتم على ذلك. أراد به التلبيس على قومه لئلّا يعتقدوا أنّهم آمنوا على بصيرة وظهور حقّ. (٣)
[٥٠] (قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ (٥٠))
(قالُوا لا ضَيْرَ) ؛ أي : لا ضرر علينا فيما تفعله. (إِنَّا إِلى رَبِّنا) ؛ أي : إلى ثواب ربّنا راجعون فيجازينا على إيماننا وصبرنا بالنعيم الدائم الذي لا ينقضي. قال الحسن : لم يصل فرعون إلى قتل واحد منهم ولا قطعه. وقيل : إنّ أوّل من قطع الأيدي والأرجل فرعون. (٤)
(إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ). قال : فحبس فرعون من آمن بموسى في السجن حتّى أرسل الله عليهم الطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدم فأطلق عنهم. (٥)
[٥١] (إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (٥١))
(خَطايانا) ؛ أي : ما فعلناه من السحر وغيره. (أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) بنبوّة موسى. أي أوّل من
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٥٥.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٢٩٦.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٥٥.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٢٩٦.
(٥) تفسير القمّيّ ٢ / ١٢١.