(حُكْماً) ؛ أي : نبوّة. (مِنَ الْمُرْسَلِينَ) : من جملتهم. (١)
[٢٢] (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ (٢٢))
(أَنْ عَبَّدْتَ). محلّه الرفع ، على أنّه خبر محذوف أو بدل من (نِعْمَةٌ) ، أو [الجرّ] بإضمار الباء. (٢)
(عَبَّدْتَ). يقال : عبّده ، إذا اتّخذه عبدا. وفي معناه أقوال. أحدها : انّ فيه اعترافا بأنّ تربيته له كانت نعمة على موسى وإنكارا للنعمة في ترك استعباده. ويكون ألف التوبيخ مضمرا. أي : أو تلك نعمة تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل ولم تعبّدني؟ وثانيها : انّه إنكار المنّة أصلا ومعناه : أتمنّ عليّ أن ربّيتني مع استعبادك قومي؟ قد أحبط نعمتك عندي ما فعلته مع قومي. وثالثها : انّ معناه : انّك لو كنت لا تسعبد بني إسرائيل ولا تقتل أبناءهم ، لكانت أمّي مستغنية عن قذفي في اليمّ. فكأنّك تمنّ عليّ بما كان بلاؤك سببا له. ورابعها : انّ فيه بيان أنّه ليس لفرعون عليه منّة لأنّ الذي تولّى تربيته أمّه وغيرها من بني إسرائيل بأمر فرعون لمّا استعبدهم. فيكون معناه : انّك تمنّ عليّ بأن استعبدت بني إسرائيل حتّى ربّوني. (٣)
[٢٣] (قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٣))
(وَما رَبُّ الْعالَمِينَ). هذا السؤال لا يخلو إمّا أن يريد به : أيّ شيء هو من الأشياء التي شوهدت وعرفت أجناسها؟ فأجاب بما يستدلّ به عليه من أفعاله الخاصّة [ليعرفه أنّه ليس بشيء ممّا شوهد وعرف من الأجرام والأعراض وأنّه شيء مخالف لجميع الأشياء. وإمّا أن يريد به : أيّ شيء هو على الإطلاق؟ تفتيشا عن حقيقته الخاصّة] ما هي. فأجابه بأنّ الذي إليه سبيل وهو الكافي في [معرفته] معرفة ثباته بصفاته استدلالا بأفعاله الخاصّة على
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٢٩٣.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٥٣.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٢٩٣.