(ذَنْبٌ) ؛ أي : تبعة ذنب. فحذف المضاف. وهو قتل القبطيّ. وإنّما سمّاه ذنبا على زعمهم. (فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) به قبل أداء الرسالة. وهو أيضا ليس تعلّلا ، وإنّما هو استدفاع للبليّة المتوقّعة ، كما أنّ ذلك استمداد واستظهار في أمر الدعوة. (١)
[١٥] (قالَ كَلاَّ فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (١٥))
(قالَ) الله : (كَلَّا). وهو زجر. أي : لا يكون القتل به. فإنّي لا أسلّطهم عليك. (فَاذْهَبا) أنت وأخوك. إجابة لما طلبه موسى. (بِآياتِنا) : معجزاتنا. إنّا نحفظكم ونحن سامعون ما يجري بينكم. (٢)
(فَاذْهَبا) ؛ أي : ارتدع ـ يا موسى ـ عمّا تظنّ فاذهب أنت والذي طلبته. (إِنَّا مَعَكُمْ). يعني موسى وهارون وفرعون. (مُسْتَمِعُونَ) لما يجري بينكما وبينه فأظهر كما عليه. مثّل نفسه بمن حضر مجادلة قوم استماعا لما يجري بينهم وترقّبا لإمداد أوليائه منهم مبالغة في الوعد بالإعانة. (٣)
[١٦] (فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦))
(إِنَّا رَسُولُ). أفرد الرسول لأنّه مصدر وصف به ، أو لاتّحادهما للأخوّة ، أو لوحدة المرسل ـ بالكسر ـ والمرسل به ، أو لأنّه أراد أنّ كلّ واحد منّا. (٤)
(إِنَّا رَسُولُ). لأنّ الرسول قد يكون بمعنى الجمع. (٥)
[١٧] (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ (١٧))
(أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ) ؛ أي : خلّهم يذهبوا معنا إلى الشام. (٦)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٥١.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٢٩١ ـ ٢٩٢.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٥١ ـ ١٥٢.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٥٢.
(٥) مجمع البيان ٧ / ٢٩٢.
(٦) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٥٢.