(أَلا يَتَّقُونَ). استئناف أتبعه إرساله للإنذار تعجيبا له من إفراطهم في الظلم. (١)
[١٢] (قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (١٢))
(أَنْ يُكَذِّبُونِ). أي بالرسالة. (٢)
[١٣] (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ (١٣))
(وَيَضِيقُ صَدْرِي) بتكذيبهم إيّاي. (وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي) بكلام للعقدة التي كانت فيه. (فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) أخي ليعاونني. وإنّما طلب المعاونة حرصا على القيام بالطاعة. (٣)
(فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ). رتّب استدعاء ضمّ أخيه إليه على الأمور الثلاثة : خوف التكذيب ، وضيق القلب انفعالا عنه ، وازدياد الحبسة في اللّسان بانقباض الروح إلى باطن القلب عند ضيقه بحيث لا ينطلق ، لأنّها إذا اجتمعت ، [مسّته] الحاجة إلى معين يقوّي قلبه وينوب منابه متى تعتريه حبسة حتّى لا تختلّ دعوته ولا تنقطع حجّته. وقراءة : (وَيَضِيقُ) بالنصب عطف على (يَكْذِبُونَ) فيكون من جملة ما خاف منه. (٤)
(يَضِيقُ). قرأيعقوب : «يضيق» و «لا ينطلق» بالنصب فيهما. (٥)
[١٤] (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (١٤))
(وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ). هو قتل القبطيّ. وكان خبّاز فرعون واسمه فاتون. يعني : ولهم عليّ تبعة ذنب وهي قود ذلك القتل. (٦)
(عَلَيَّ ذَنْبٌ). يعني قتل القبطيّ. أي : انّ لهم عليّ دما فأخاف أن يقتلوني بتلك النفس لا بإبلاغ الرسالة. فإنّه علم أنّ الله إذا بعث رسولا تكفّل بمعونته على تبليغ رسالته. (٧)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٥١.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٢٩١.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٢٩١.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٥١.
(٥) مجمع البيان ٧ / ٢٩٠.
(٦) الكشّاف ٣ / ٣٠٣.
(٧) مجمع البيان ٧ / ٢٩١.