(ثُبُوراً واحِداً). عن زيد بن عليّ بن الحسين عليهماالسلام قال : إذا كان يوم القيامة ، أمر الله الناس بإتباع كلّ إمام جائر إلى النار ، فيدعون بالويل والثبور ويقولون لإمامهم : يا من أهلكنا ، هلمّ الآن فخلّصنا ممّا نحن فيه! فعندها يقال لهم : (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً). (١)
[١٥] (قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً (١٥))
(أَذلِكَ خَيْرٌ). [الإشارة إلى العذاب] والاستفهام والتفضيل للتقريع مع التهكّم. أو إلى الكنز والجنّة. (كانَتْ لَهُمْ) في علم الله أو اللّوح. أو لأنّ ما وعده الله في تحقّقه كالواقع. (٢)
(أَذلِكَ) ، يعني ما ذكره من السعير (خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ)؟ (مَصِيراً) : مستقرّا. (٣)
[١٦] (لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً (١٦))
(وَعْداً مَسْؤُلاً). عن ابن عبّاس : معناه : انّ الله وعدهم الجزاء فسألوه الوفاء فوفى. أو : انّ الملائكة سألوا الله [تعالى ذلك لهم فأجيبوا إلى مسألتهم. وقيل. إنّهم سألوا الله تعالى] في الدنيا الجنّة ، فأجابهم في الآخرة إلى ما سألوا. (٤)
[١٧] (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (١٧))
(يَحْشُرُهُمْ). ابن كثير ويعقوب وحفص بالياء. والباقون بالنون. (فَيَقُولُ). قرأ ابن عامر : فنقول» بالنون. (٥)
(وَما يَعْبُدُونَ). يعني عيسى وعزيرا والملائكة. وقيل : يعني الأصنام. (ضَلُّوا السَّبِيلَ) ؛ أي : طريق الجنّة والنجاة. (٦)
(أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ). إن قلت : الله سبحانه قد سبق علمه بالمسؤول عنه. فما فائدة هذا
__________________
(١) تأويل الآيات ١ / ٣٧١.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٣٦ ـ ١٣٧.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٢٥٧.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٢٥٧.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٣٧.
(٦) مجمع البيان ٧ / ٢٥٧.