لأبيك. (١)
لم يذكر في الآية بيوت الأولاد ، إمّا لأنّ بيت الولد بيت الإنسان نفسه ؛ لقوله صلىاللهعليهوآله : أنت ومالك لأبيك. ويحتمل إخراج بيوت الأزواج والأولاد من الآية لأنّ الأزواج والأولاد وكما قال الله في سورة التغابن : (إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ). (٢) وقال أيضا : (إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ). (٣) وورد أنّ من الأزواج من يتمنّى موت الزوج وأنّ من الأولاد من يتمنّى موت الوالد ليرث ماله. بيت : من يتمنّى موتك يرضى أن .... (٤)
(ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ). وهو ما يكون تحت أيديكم وتصرّفكم من ضيعة أو ماشية وكالة وحفظا. فلا بأس أن يأكل من ثمر حائطه ويشرب من لبن ماشيته. وقيل : هي بيوت المماليك. (٥)
والمفاتح جمع مفتح ؛ وهو ما يفتح به. (أَوْ صَدِيقِكُمْ) ؛ أي : بيوت صديقكم. [والصديق] يكون واحدا وجمعا. ومقتضى الآية جواز الأكل من بيوتهم مع غيبتهم وحضورهم. والعلماء خصّوها بما إذا لم يعلم الكراهة ولو بالقرائن الحاليّة. وهو الفرق بين بيوت المذكورين وغيرهم من حيث إنّ بيوت غيرهم يشترط العلم بالرضا فيها. وهذه الرخصة في أكل مال القرابات وهم لا يعلمون ذلك ، كالرخصة لمن دخل حائطا وهو جائع أن يصيب من ثمره. ومقتضى الآية الاقتصار على الأكل. فلا يجوز الحمل إطعام الغير. وفي جواز دخول البيت لغير الأكل خلاف. ولعلّ الجواز أقوى.
(أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ) ـ الآية. نزلت لمّا هاجر النبيّ صلىاللهعليهوآله وآخى بين المسلمين من المهاجرين والأنصار وآخى بين أبي بكر وعمرو [بين] عثمان وعبد الرحمن وبين طلحة والزبير وبين سلمان وأبي ذرّ وبين المقداد وعمّار وترك أمير المؤمنين عليهالسلام لنفسه. وكان بعد
__________________
(١) مسالك الأفهام ٣ / ٢٧.
(٢) التغابن (٦٤) / ١٤.
(٣) التغابن (٦٤) / ١٥.
(٤) كلمات آخر الفقرة ممحوّة لا يقرأ. والظاهر أن هذه الحاشية لغير المؤلّف رحمهالله.
(٥) مجمع البيان ٧ / ٢٤٦ ، ومسالك الأفهام ٣ / ٢٨.