منقادين. (١)
[٥٠] (أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٥٠))
قال سبحانه منكرا عليهم : (أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ؛ أي : شكّ من نبوّتك ونفاق. وهو استفهام يريد به التقرير. (أَمِ ارْتابُوا) في عدلك بأن رأوا منك تهمة فزال يقينهم بك؟ (أَنْ يَحِيفَ اللهُ) ؛ أي : يجور الله ورسوله عليهم في الحكم. [لأنّه] لا وجه في الامتناع إلّا أحد هذه الوجوه الثلاثة. (بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). إضراب عن القسمين الأخيرين لتحقيق القسم الأوّل. (٢)
(بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ؛ أي : لا يخافون أن يحيف عليهم لمعرفتهم بحاله ، وإنّما هم ظالمون يريدون أن يظلموا من له الحقّ عليهم ويتمّ لهم جحوده وذلك شيء لا يستطيعونه في مجلس رسول الله صلىاللهعليهوآله. (٣)
[٥١] (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١))
ثمّ وصف الله المؤمنين فقال : إنّما كان قولهم إذا دعوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ليحكم بينهم أن يقولوا : سمعنا قوله وأطعنا أمره ، وإن كان ذلك فيما يضرّهم. وروي عن أبي جعفر عليهالسلام أنّ المعنيّ بالآية أمير المؤمنين عليهالسلام. (٤)
[٥٢] (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (٥٢))
قوله : (وَيَتَّقْهِ) ؛ أي : يتّق عقابه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. أبو جعفر وقالون عن
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٢٣٦.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٢٣٦ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١٢٨ ـ ١٢٩.
(٣) الكشّاف ٣ / ٢٤٩.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٢٣٧.