أرضي لا تصلح إلّا بأرضك. فاشتر منّي أو بعني. فقال له : أنا أبيعك. فاشترى منه عليّ عليهالسلام. فقال له أصحابه : أيّ شيء صنعت؟ بعت أرضك من عليّ عليهالسلام وأنت لو أمسكت عليه الماء ، ما أنبتت أرضه شيئا حتّى يبيعك بحكمك! قال : فجاء عثمان إلى عليّ عليهالسلام فقال له : لا أجيز البيع. فقال : بعت ورضيت وليس ذلك لك. قال : فاجعل بيني وبينك رجلا. [قال عليّ عليهالسلام : النبيّ صلىاللهعليهوآله. فقال عثمان : هو ابن عمّك ، ولكن اجعل بيني وبينك غيره. فقال عليّ عليهالسلام : لا أحاكمك إلى غير النبيّ صلىاللهعليهوآله والنبيّ شاهد علينا.] فأبى ذلك. فأنزل الله الآيات إلى قوله : (هُمُ الْمُفْلِحُونَ). (١)
قيل : نزلت الآيات في رجل من المنافقين كان بينه وبين رجل من اليهود حكومة ، فدعاه اليهوديّ إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف. وحكى البلخيّ أنّه كانت بين عليّ عليهالسلام وعثمان منازعة في أرض (٢) ـ ثمّ حكى نحوا ممّا ذكرناه في الحاشية الفوقانيّة.
(وَأَطَعْنا) ؛ أي : أطعناهما فيما حكما. (ثُمَّ يَتَوَلَّى) ؛ أي : يعرض عن طاعتهما طائفة. (مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) ؛ أي : من بعد قولهم : (آمَنَّا). وفي هذا دلالة على أنّ القول المجرّد لا يكون إيمانا ؛ إذ لو كان كذلك ، لما صحّ النفي بعد الإثبات. (٣)
[٤٨] (وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (٤٨))
(دُعُوا إِلَى اللهِ) ؛ أي : إلى حكمه وشريعته. (مُعْرِضُونَ) عمّا يدعون إليه. أبو جعفر : (لِيَحْكُمَ) بضمّ الياء وفتح الكاف في الموضعين. (٤)
[٤٩] (وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (٤٩))
(وَإِنْ يَكُنْ) ؛ أي : وإن علموا أنّ الحقّ يقع لهم ، (يَأْتُوا إِلَيْهِ) ؛ أي : إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله مسرعين
__________________
(١) تأويل الآيات ١ / ٣٦٧ ، ح ١٨.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٢٣٦.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٢٣٦.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٢٣٦ و ٢٣٥.