على أنّ للقيامة أحوالا ومواطن. (١)
(وَلا يَتَساءَلُونَ) لكثرة الاشتغال. عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : ثلاثة مواطن تذهل [فيها] كلّ نفس : حين يؤمر لكلّ إنسان بكتابه ، (٢) وعند الموازين ، وعلى جسر جهنّم. (٣)
[١٠٢] (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٢))
(فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) ؛ أي : موزونات عقائده وأعماله. أي : ومن كانت له عقائد وأعمال صالحة يكون لها وزن وقدر. (هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ؛ أي : الفائزون بالدرجات. (٤)
[١٠٣] (وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ (١٠٣))
(وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) ؛ أي : لم يكن له وزن. وهم الكفّار ؛ لقوله : (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً). (٥)(خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) : ضيّعوا زمان استكمالها وأبطلوا استعدادها لنيل كمالها. (٦)
[١٠٤] (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ (١٠٤))
(تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ) ؛ أي : يصيبهم لهبها. (كالِحُونَ) ؛ أي : عابسون. وقيل : هو أن تتقلّص شفاههم وتبدو أسنانهم كالرؤوس المشويّة. (٧)
(كالِحُونَ) ؛ يعني : مفتوحي [الفم] متربّدي الوجوه. (٨)
[١٠٥] (أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٠٥))
عن أبي جعفر عليهالسلام : (أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) في عليّ عليهالسلام. (٩)
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٨٩.
(٢) المصدر : حين يرمى إلى كلّ إنسان كتابه.
(٣) تفسير النيسابوريّ ١٨ / ٣٢.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ١١٢.
(٥) الكهف (١٨) / ١٠٥.
(٦) تفسير البيضاويّ ٢ / ١١٢.
(٧) مجمع البيان ٧ / ١٩٠.
(٨) تفسير القمّيّ ٢ / ٩٤.
(٩) تأويل الآيات ١ / ٣٥٦.