الجرجانيّ أنّه سأل الرضا عليهالسلام : أيعرف القديم سبحانه الشيء الذي لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟ فقال : ويحك! إنّ مسائلك لصعبة. أما تسمع قوله تعالى : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ). (بَرْزَخٌ) ؛ أي : حاجز بين الموت والبعث في القيامة من القبور. (١)
(قائِلُها). أي وحده لا يجاب إليها. (٢)
(مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ). قال : الثواب والعقاب بين الدنيا والآخرة. وهو ردّ على من أنكر عذاب القبر والجزاء ثوابا وعقابا قبل يوم القيامة. وهو قول الصادق عليهالسلام : والله ما أخاف عليكم إلّا البرزخ. فأمّا إذا صار الأمر إلينا ، فنحن أولى بكم. (٣)
[١٠١] (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ (١٠١))
(فِي الصُّورِ). يعني لقيام الساعة. (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ) تنفعهم لزوال التراحم والتعاطف من فرط الحيرة واستيلاء الدهشة بحيث يفرّ المرء من أخيه وأمّه وأبيه وصاحبته وبنيه. أو : فلا أنساب بينهم يفتخرون بها يومئذ كما يفعلون اليوم. (وَلا يَتَساءَلُونَ) ؛ أي : لا يسأل بعضهم بعضا لاشتغاله بنفسه. وهو لا يناقض قوله : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ). (٤) لأنّه أي التناكر ـ عند النفخة ، والتعارف عند المحاسبة ودخول أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار. (٥)
(فِي الصُّورِ). وهو قرن ينفخ فيه إسرافيل بالصوت الهائل علامة لوقت إعادة الخلق. (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ). عنه صلىاللهعليهوآله : كلّ حسب ونسب ينقطع إلّا حسبي ونسبي. (وَلا يَتَساءَلُونَ). عن (٦) قوله : (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) فلا منافاة بينهما للحمل
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٨٧.
(٢) الكشّاف ٣ / ٢٠٣.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ٩٤.
(٤) الطور (٥٢) / ٢٥.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ١١٢.
(٦) كذا في النسخة. والظاهر سقوط كلمات عند التلخيص أو الكتابة. راجع المصدر.