أراه وهو قتل بدر أو فتح مكّة. (١)
(ما نَعِدُهُمْ). قال الكلبيّ : هذا أمر شهده أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد موته. وعن ابن عبّاس وجابر بن عبد الله أنّهما سمعا رسول الله يقول في حجّة الوداع وهو بمنى : لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض. وأيم الله لئن فعلتموها ، لتعرفنّي في كتيبة يضاربونكم. قال : فغمز من خلف منكبه الأيسر ، فالتفت فقال : أو عليّ. فنزلت : (قُلْ رَبِّ). (٢)
[٩٦] (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ (٩٦))
ثمّ أمره عليهالسلام بالصبر إلى أن ينقضي الأجل المضروب للعذاب فقال : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ؛ أي : ادفع بالإغضاء والصفح إساءة المسيء. وهذا قبل الأمر بالقتال. وقيل : معناه : ادفع باطلهم بلسان الحجّة على ألطف الوجوه وأوضحها. (بِما يَصِفُونَ) ؛ أي : بما يقولون من الشرك فنجازيهم بما يستحقّونه. (٣)
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ). وهو الصفح عنها والإحسان في مقابلتها بحيث لم يؤدّ [إلى] وهن في الدين. وقيل : هي كلمة التوحيد. والسيّئة الشرك. وقيل : هي الأمر بالمعروف. والسيّئة المنكر. (بِما يَصِفُونَ) ؛ أي : بوصفهم إيّاك على خلاف حالك وأقدر على جزائهم فكل إلينا أمرهم. (٤)
[٩٧] (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ (٩٧))
(أَعُوذُ) ؛ أي : أعتصم. (هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) ؛ أي : وساوس الشياطين وشرورهم. (٥)
(هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) : وساوسهم. وأصل الهمز : النخس. والجمع للمرّات ، أو لتنويع
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ١١١.
(٢) مجمع البيان ٧ / ١٨٦.
(٣) مجمع البيان ٧ / ١٨٦.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ١١١.
(٥) مجمع البيان ٧ / ١٨٦ ـ ١٨٧.