فساده. (١)
[٩٢] (عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٩٢))
(عالِمِ). أهل المدينة وأهل الكوفة غير حفص بالرفع. والباقون بالجرّ على الصفة. وهو دليل [آخر] على نفي الشريك بناء على توافقهم في أنّه المتفرّد بذلك. ولهذا رتّب عليه (فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) بالفاء. (٢)
[٩٣] (قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ (٩٣))
(إِمَّا تُرِيَنِّي) : إن كان لا بدّ أن تريني. لأنّ ما والنون للتأكيد. (ما يُوعَدُونَ) من العذاب في الدنيا والآخرة. (٣)
[٩٤] (رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٩٤))
(فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ؛ أي : قرينا لهم في العذاب. وهو إمّا لهضم النفس ، أو لأنّ شؤم الظلمة قد يعمّ من وراءهم ؛ كما قال : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً). (٤) عن الحسن أنّه تعالى أخبر نبيّه صلىاللهعليهوآله أنّ له في أمّته نقمة ولم يطلعها على وقتها ، فأمره بهذا الدعاء. (٥)
[٩٥] (وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ (٩٥))
(ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ) لكنّا نؤخّره علما بأنّ بعضهم أو بعض أعقابهم يؤمنون ، أو لأنّا لا نعذّبهم وأنت فيهم. ولعلّه ردّ لإنكارهم الموعود واستعجالهم له استهزاء به. وقيل : قد
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٨٥ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١١٠ ـ ١١١.
(٢) مجمع البيان ٧ / ١٨٤ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١١١.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١١١.
(٤) الأنفال (٨) / ٢٥.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ١١١.