عليه منه. وتعديته بعلى لتضمّن معنى النصرة. (إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ذلك ، فأجيبوا. (١)
[٨٩] (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (٨٩))
(فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) ؛ أي : فكيف يخيّل إليكم الحقّ بالباطل مع وضوح الحقّ؟ وقيل :
معناه : كيف تعمون عن هذا؟ من قولهم : سحرت أعيننا فلم تبصر. وقيل : معناه : فمن أين تخدعون فتصرفون عن الرشد مع تظاهر الأدلّة؟ (٢)
[٩٠] (بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (٩٠))
(بَلْ أَتَيْناهُمْ) ؛ أي : جئناهم بالحقّ وبيّنّا لهم الحقّ الذي فيه بيان كذبهم ولكنّهم أصرّوا على باطلهم وكذبهم. (٣)
[٩١] (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ (٩١))
ثمّ أكّد سبحانه ما قدّمه من أدلّة التوحيد بقوله : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ) ؛ أي : لم يجعل ولد غيره ولد نفسه. أي لم يتبنّ ولدا له ، لتقدّسه عن مماثلة أحد. (مِنْ إِلهٍ) يساهم في الإلهيّة. ومن زائدة. (إِذاً لَذَهَبَ). جواب محاجّتهم وجزاء شرط حذف لدلالة ما قبله عليه. أي : لو كان معه آلهة كما يقولون ، لذهب كلّ واحد منهم بما خلقه واستبدّ به وامتاز ملكه عن ملك الآخرين ووقع بينهم التحارب والتغالب ، كما هو حالة ملوك الدنيا ، فلم يكن بيده وحده ملكوت كلّ شيء. واللّازم باطل بالإجماع والاستقراء وقيام البرهان على استناد جميع الممكنات إلى واجب واحد. (عَمَّا يَصِفُونَ) من الولد والشريك ، لما سبق من الدليل على
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٨٣ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١١٠.
(٢) مجمع البيان ٧ / ١٨٣ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١١٠.
(٣) مجمع البيان ٧ / ١٨٣ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١١٠.