[٨٠] (وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٨٠))
(اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ). يعني بالزيادة والنقصان أو ذهاب أحدهما ومجيء الآخر. (أَفَلا تَعْقِلُونَ) فتعلموا أنّ لذلك صانعا قادرا حكيما لا يستحقّ الإلهيّة سواه؟ (١)
[٨١] (بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ (٨١))
(بَلْ قالُوا) ؛ أي : قال أهل مكّة. (الْأَوَّلُونَ) : آباؤهم ومن دان بدينهم من المنكرين للبعث بعد الموت. (٢)
[٨٢] (قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٨٢))
ثمّ حكى مقالتهم : (أَإِذا مِتْنا) ـ الآية. [وقالوا ذلك استبعادا](٣) ولم يتأمّلوا أنّهم كانوا قبل ذلك ترابا فخلقوا. (٤)
[٨٣] (لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٨٣))
(هذا مِنْ قَبْلُ) ؛ أي : [وعد آباؤنا] هذا الذي تعدنا من البعث من قبل مجيئك ، فما صدق وعدهم. (إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) ؛ أي : إلّا أكاذيب قد سطروا ما لا حقيقة له. جمع أسطورة. لأنّه يستعمل فيما يتلهّى به كالأعاجيب والأضاحيك. (٥)
[٨٤] (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤))
ثمّ احتجّ على هؤلاء المنكرين للبعث والنشور فقال : (قُلْ) لهم يا محمّد : (لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها) ؛ أي : من خلقها إن كنتم من أهل العلم؟ فيكون استهانة بهم وتقريرا لفرط
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٨١ ـ ١٨٢.
(٢) مجمع البيان ٧ / ١٨٢ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١١٠.
(٣) في النسخة : (استبعادا لهم) بدل ما بين المعقوفتين.
(٤) مجمع البيان ٧ / ١٨٢ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١١٠.
(٥) مجمع البيان ٧ / ١٨٢ ـ ١٨٣ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١١٠.