[٥١] (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١))
(يا أَيُّهَا الرُّسُلُ). خطاب لجميع الأنبياء ، لا على أنّهم خوطبوا بذلك دفعة ـ لأنّهم أرسلوا في أزمنة مختلفة ـ بل على معنى أنّ كلّا منهم خوطب به في زمانه. فيدخل فيه عيسى دخولا أوّليّا. فيكون ابتداء كلام تنبيها على أنّ أسباب التنعّم لم يكن له خاصّة وأنّ إباحة الطيّبات للأنبياء شرع قديم واحتجاجا على الرهبانيّة في رفض الطيّبات. وقيل : النداء له ولفظ الجمع للتعظيم. والطيّبات ما يستلذّ من المباحات. (١)
(يا أَيُّهَا الرُّسُلُ). الأظهر عندي أنّه خطاب لنبيّنا صلىاللهعليهوآله ذكر ذلك بعد انقضاء أخبار الرسل وفي الحقيقة المراد به الأمّة. وفي تقديم الأكل من الطيّبات على الأمر بالعمل الصالح دلالة على أنّ العمل الصالح لا بدّ أن يكون مسبوقا بالأكل الحلال. (٢)
[٥٢] (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (٥٢))
(وَإِنَّ هذِهِ) ؛ أي : ولأنّ هذه. والمعلّل به (فَاتَّقُونِ). أو : واعلموا أنّ هذه. وقيل : إنّه معطوف على (بِما تَعْمَلُونَ). (أُمَّتُكُمْ) ؛ أي : ملّتكم ملّة واحدة ، أو متّحدة في العقائد وأصول الشرائع وجماعتكم جملة واحدة متّفقة على الإيمان والتوحيد في العبادة. ونصب أمّة على الحال. (فَاتَّقُونِ) في شقّ العصا ومخالفة الكلمة. (٣)
أهل الكوفة : (وَإِنَّ هذِهِ) بالكسر على الاستئناف. وابن عامر بالفتح والتخفيف. والباقون بالفتح مشدّدة. (٤)
[٥٣] (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٥٣))
(فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ) : جعلوه أديانا مختلفة. أو : فتفرّقوا وتحزّبوا. وأمرهم منصوب بنزع
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٦.
(٢) تفسير النيسابوريّ ١٨ / ٢٠.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٦.
(٤) مجمع البيان ٧ / ١٧٣.