[٤٨] (فَكَذَّبُوهُما فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (٤٨))
(مِنَ الْمُهْلَكِينَ) في بحر قلزم. (١)
[٤٩] (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٤٩))
(الْكِتابَ) ؛ أي : التوراة. (لَعَلَّهُمْ) ؛ أي : لعلّ بني إسرائيل. ولا يجوز عود الضمير إلى فرعون وقومه ، لأنّ التوراة نزلت بعد إغراقهم. (٢)
[٥٠] (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ (٥٠))
(وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) بولادتها إيّاه من غير مسيس. فالآية أمر واحد مضاف إليهما. أو : وجعلنا ابن مريم آية بأن تكلّم في المهد وظهر منه معجزات أخر وأمّه آية بولادتها من غير مسيس. فحذفت الأولى لدلالة الثانية عليها. (وَآوَيْناهُما) ؛ أي : جعلنا مأواهما مكانا مرتفعا مستويا متّسعا. والربوة أرض بيت المقدس ، فإنّها مرتفعة ـ أو دمشق ، أو مصر ، فإنّ قرارها على الربى. وقيل : هي حيرة الكوفة وسوادها. والقرار مسجد الكوفة. والمعين الفرات. عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام. (٣)
عن محمّد بن عبد الله قال : ركبت مع الصادق عليهالسلام من الكوفة. فلمّا سرنا حيال قرية قريبة من الفرات ، نزل فصلّى ركعتين وقال : ولد عيسى في مكاني هذا. وموضع النخلة كان خلفي. والقرار والماء المعين هو الفرات. والربوة جبل النجف. (٤)
(قَرارٍ) ؛ أي : مستقرّ من أرض منبسطة. وقيل : ذات ثمار وزرع. فإنّ ساكنيها يستقرّون فيها لأجلها. (وَمَعِينٍ) ؛ أي : وماء معين ظاهر جار. من معن الماء ، إذا جرى. وأصله الإبعاد في الشيء. أو من الماعون ، وهو النفعة ، لأنّه نفّاع. أو مفعول من عانه إذا أدركه بعينه ، لأنّه لظهوره مدرك بالعيون. وصف ماءها بذلك ، لأنّه جامع لأسباب التنزّه وطيب المكان. (٥)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٥.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٦.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٦ ، ومجمع البيان ٧ / ١٧٢.
(٤) بحار الأنوار ١٤ / ٢١٦.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٦.