في أثر بعض. (وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ) يتحدّث بهم على طريق المثل في الشرّ. ولا يقال هذا في الخير. أي : صيّرناهم بحيث لم يبق بين الناس منهم إلّا حديثهم. (١)
الأحاديث : اسم جمع للحديث. ومنه أحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآله. ويكون جمعا للأحدوثة التي هي مثل الأضحوكة والألعوبة والأعجوبة. وهي ما يتحدّث به الناس تلهّيا وتعجّبا. المراد هاهنا. (٢)
[٤٥] (ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ (٤٥))
(بِآياتِنا) ؛ أي : بالآيات التسع. (وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) : حجّة واضحة ملزمة للخصم. ويجوز أن يراد به العصا ـ وإفرادها لأنّه أوّل المعجزات وأنّها تعلّقت بها معجزات شتّى كانقلابها حيّة وتلقّفها ما أفكته السحرة وانفلاق البحر ونحو ذلك ـ [وأن يراد به المعجزات] وبالآيات الحجج. (٣)
[٤٦] (إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ (٤٦))
(وَمَلَائِهِ). وهم الأشراف. خصّهم بالذكر لأنّ الآخرين كانوا أتباعا لهم. (فَاسْتَكْبَرُوا). أي عن الإيمان. (عالِينَ) ؛ أي : متكبّرين. (٤)
[٤٧] (فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ (٤٧))
(لِبَشَرَيْنِ). سمّي الإنسان بشرا لانكشاف بشرته ، وغيره من الحيوان مغطّى البشرة. (عابِدُونَ) ؛ أي : مطيعون طاعة العبد مواليه. وقيل : كان بنو إسرائيل يعبدون فرعون وفرعون يعبد الأوثان. (٥)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٥ ، ومجمع البيان ٧ / ١٧٢.
(٢) الكشّاف ٣ / ١٨٨.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٥.
(٤) مجمع البيان ٧ / ١٧٢ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٥.
(٥) مجمع البيان ٧ / ١٧٢.