أي : باستحقاقهم العقاب بكفرهم. (فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً). وهو ما جاء [به] السيل من نبات قد يبس من قصب وعيدان وشجر. أي : جعلناهم هلكى قد يبسوا كما يبس الغثاء. (فَبُعْداً) ؛ أي : ألزم الله بعدا من الرحمة. (لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) : المشركين المكذّبين. (١)
[٤٢] (ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ (٤٢))
(قُرُوناً) ؛ أي : أمما وأهل أعصار. (٢)
(قُرُوناً آخَرِينَ). الظاهر أنّهم قوم صالح ولوط وشعيب ، كما ورد قصصهم على هذا الترتيب في الأعراف وفي هود وفي غير هما. وعن ابن عبّاس أنّهم بنو إسرائيل. والمعنى : انّا ما أخلينا الدنيا من المكلّفين أنشأناهم وبلغناهم حدّ التكليف حتّى قاموا مقام من كان قبلكم. (٣)
[٤٣] (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ (٤٣))
(ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ). هذا وعيد للمشركين المكذّبين. معناه : ما تموت أمّة قبل أجلها المضروب لها ولا تتأخّر عنه. وقيل : عنى به العذاب الموعود لهم على التكذيب. والأجل المحتوم لا يتقدّم ولا يتأخّر ، وهو المراد هنا. والأجل المشروط بحسب الشرط. (٤)
[٤٤] (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ (٤٤))
أبو عمرو : (تَتْرا) بالتنوين ، على أنّه مصدر بمعنى المواترة وقع حالا. (٥)
(تَتْرا) ؛ أي : متواترين واحدا بعد واحد. من الوتر وهو الفرد. والتاء بدل من الواو ، والألف للتأنيث ، لأنّ الرسل جماعة. (فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً) في الإهلاك ؛ أي : أهلكنا بعضهم
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٧١.
(٢) مجمع البيان ٧ / ١٧١.
(٣) تفسير النيسابوريّ ١٨ / ١٧.
(٤) مجمع البيان ٧ / ١٧١ ـ ١٧٢.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٥.