لأنّهم أهلكوا بالصيحة. (١)
[٣٢] (فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (٣٢))
(رَسُولاً مِنْهُمْ). [هو] هود أو صالح. وإنّما جعل القران (٢) موضع الإرسال ليدلّ على أنّه لم يأتهم من مكان غير مكانهم وإنّما أوحي إليه وهو بين أظهرهم. (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ). تفسير لأرسلنا. أي : قلنا لهم على لسان رسلهم : اعبدوا الله. (أَفَلا تَتَّقُونَ) عذاب الله؟ (٣)
[٣٣] (وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (٣٣))
(بِلِقاءِ الْآخِرَةِ) ؛ أي : بلقاء ما فيها من الثواب والعقاب ، أو بمعاده إلى الحياة الثانية بالبعث. (٤)
(وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) بكثرة الأموال والأولاد. (مِثْلُكُمْ). أي في الصفة والحال. (يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ). تقرير للماثلة يعني أنّه ليس أولى بالرسالة منّا. (٥)
[٣٤] (وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (٣٤))
(لَخاسِرُونَ) حيث أذللتم أنفسكم. (٦)
[٣٥] (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (٣٥))
(مُخْرَجُونَ). أي من قبوركم أحياء. وأنّكم تكرير للأوّل ، أكّد به لمّا طال الفصل بينه و
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٧٠.
(٢) كذا في النسخة. وفي المصدر : «القول» بدل «القرآن» ولا وجه له أيضا. والظاهر أنّ الصحيح «القوم» أو «القرن» كما يدلّ عليه «فيهم».
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٣.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٣.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٣ ، ومجمع البيان ٧ / ١٧٠.
(٦) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٤.