آدميّا. (ما سَمِعْنا بِهذا) ؛ أي : الذي يدعونا إليه نوح في الأمم الماضية. (١)
[٢٥] (إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (٢٥))
(بِهِ جِنَّةٌ) ؛ أي : حالة جنون. فانتظروا بموته لتستريحوا منه. أو : فانتظروا إفاقته من الجنون فيرجع عمّا هو عليه. أو : احبسوه مدّة ليرجع عن قوله. (٢)
[٢٦] (قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (٢٦))
(قالَ رَبِّ انْصُرْنِي). قال ذلك بعد [ما] أيس من إيمانهم. (رَبِّ انْصُرْنِي) بإهلاكهم ، أو بإنجاز ما وعدتهم من العذاب. (بِما كَذَّبُونِ) : بدل تكذيبهم إيّاي ، أو بسببه. (٣)
[٢٧] (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (٢٧))
(بِأَعْيُنِنا) ؛ أي : بكلاءتنا. كأنّ معه من الله حفّاظا يكلؤونه بعيونهم لئلّا يتعرّض له ولا يفسد عليه مفسد عمله. ومنه قولهم : عليه من الله [عين] كالئة. (٤)
(بِأَعْيُنِنا) ؛ أي : بحفظنا ؛ نحفظه أن تخطئ فيه أو يفسده عليك مفسد. (وَوَحْيِنا) ؛ أي : أمرنا وتعليمنا كيف تصنع. (فَإِذا جاءَ أَمْرُنا) بالركوب أو نزول العذاب. (وَفارَ التَّنُّورُ). روي أنّه قيل لنوح : إذا فار الماء من التنّور ، اركب أنت ومن معك. فلمّا نبع الماء منه ، أخبرته امرأته فركب. ومحلّه في مسجد الكوفة عن يمين الداخل ممّا يلي باب كندة. (فَاسْلُكْ فِيها) ؛ أي : أدخل فيها من كل زوجين الثنين» من كلّ أمّتي الذكر والأنثى واحدين مزدوجين.
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٦٥.
(٢) مجمع البيان ٧ / ١٦٥.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ١٠٢.
(٤) الكشّاف ٣ / ١٨٢.