عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ) إلى قوله : (وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) قال : هذه آية لآل محمّد المهدي عليهمالسلام وأصحابه يملّكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ويظهر الدين ويميت به البدع والباطل حتّى لا يرى أثر من الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. (١)
[٤٢ ـ ٤٣] (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ (٤٢) وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (٤٣))
ثمّ عزّى نبيّه عن تكذيبهم إيّاه [و] خوّف مكذّبيه بذكر من كذّبوا نبيّهم فأهلكوا فقال : (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ) يا محمّد (فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ) : كلّ أمّة من هذه الأمم كذّبت نبيّها. (٢)
[٤٤] (وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٤٤))
(وَكُذِّبَ مُوسى). لم يقل : وقوم موسى ، لأنّ قومه بنو إسرائيل وكانوا آمنوا به وإنّما كذّبه فرعون وقومه. وهم القبط. (فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ) ؛ أي : أخّرت عقوبتهم وأمهلتهم حتّى انصرمت آجالهم المقدّرة. (فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) ؛ أي : نكيري عليهم بتغيير النعمة محنة والحياة هلاكا والعمارة خرابا. (٣)
(نَكِيرِ) ؛ يعني : نكيري. [«نكيري»] بإثبات الياء في الحالين أينما وقع [يعقوب]. (٤)
[٤٥] (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (٤٥))
(فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) ؛ أي : وكم من قرى أهلكناها بإهلاك أهلها. (فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى
__________________
(١) تأويل الآيات ١ / ٣٤٣ ـ ٣٤٤ ، ح ٢٥.
(٢) مجمع البيان ٧ / ١٤٠.
(٣) مجمع البيان ٧ / ١٤٠ ، تفسير البيضاويّ ٢ / ٩١.
(٤) تفسير النيسابوريّ ١٧ / ٩٧.