يجيء مشجوج ومضروب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ويشكون إليه فيقول : اصبروا. فإنّي لم أومر بالقتال حتّى هاجر وأنزل الله هذه الآية بالمدينة. وهي أوّل آية نزلت في القتال. وتقدير الآية : أذن للمؤمنين بالقتال من أجل أنّهم ظلموا بالإخراج من ديارهم وقصدوا بالإيذاء والإهانة. (وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ). وعد لهم بالنصر. معناه أنّه سينصرهم. (١)
(أُذِنَ). قرأأهل المدينة وحفص : «أذن» بضمّ الألف (يُقاتَلُونَ) بفتح التاء. وأبو عمرو وأبو بكر : (أُذِنَ) بضمّ الألف (يُقاتَلُونَ) بكسر التاء. (٢)
[٤٠] (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠))
(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ). أي من مكّة إلى المدينة إن كانت الآية مدنيّة. أو إلى الحبشة إن كانت مكّيّة. (بِغَيْرِ حَقٍّ) ؛ أي : موجب استحقّوا به. (إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ). على طريقة قول النابغة : ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم». وقيل : منقطع. (٣)
عن أبي جعفر عليهالسلام : (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ) قال : نزلت في عليّ وحمزة وجعفر عليهمالسلام. ثمّ جرت في الحسين عليهالسلام. (٤)
(الَّذِينَ أُخْرِجُوا). قال : نزلت في الحسين عليهالسلام حين طلبه يزيد بن معاوية عليهما اللّعنة ليحمله إلى دمشق فخرج إلى الكوفة وقتل بالطفّ. (٥)
عن أبي عبد الله عليهالسلام (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ) : انّ العامّة تزعم أنّ المعنيّ بذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا أخرجه قريش من مكّة. وإنّما هو القائم عليهالسلام إذا خرج يطلب بدم
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٣٨.
(٢) مجمع البيان ٧ / ١٣٥.
(٣) مجمع البيان ٧ / ١٣٨ ، وتفسير البيضاويّ ٣ / ٩٠.
(٤) تأويل الآيات ١ / ٣٣٩ ، ح ١٧.
(٥) تفسير القمّيّ ٢ / ٨٤.