الباقر عليهالسلام. والمعنى : ليحضروا ما ندبهم الله إليه وهو ما فيه نفع الآخرة. (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ). قيل : هي أيّام العشر من ذي الحجّة. وقيل : أيّام التشريق يوم النحر. (عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) ؛ أي : على ذبح ونحر ما رزقهم من الأنعام الثلاثة. وهذه الأيّام تختصّ بذلك. وقيل : إنّ الذكر هو التكبير بمعنى [عقيب] خمس عشرة صلاة أوّلها صلاة الظهر. والبهيمة أصلها من الإبهام ، لأنّها لا تفصح كما يفصح الحيوان الناطق. والأنعام مشتقّ من النعمة وهو اللّين. سمّيت بذلك للين خفافها. (١)
(فَكُلُوا مِنْها) ؛ أي : من بهيمة الأنعام. وهذا إباحة وندب وليس بواجب ، إزاحة لما عليه الجاهليّة من التحرّج فيه. والبائس : الذي ظهر عليه آثار البؤس من الجوع والعرى. وقيل : البائس : الذي يمدّ يده للسؤال. (٢)
[٢٩] (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٢٩))
(لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) ؛ أي : ليزيلوا وسخ الإحرام من تقليم الأظفار وأخذ الشعر. وقيل : هو الخروج من الإحرام إلى الإحلال. (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) نحو ما نذروا من البدن وأعمال البرّ في أيّام الحجّ. وإن كان على الرجل نذور ، فالأفضل أن يفي بها. (وَلْيَطَّوَّفُوا). يعني طواف الزيارة. لأنّه من أركان الحجّ. وروى أصحابنا أنّ المراد به طواف النساء. (الْعَتِيقِ). لأنّه أعتق من أن تصل الجبابرة إلى تخريبه. وأمّا الحجّاج ، فإنّه قصد إخراج ابن الزبير منه دون التسلّط عليه. أو لأنّه أعتق من الطوفان. أو لأنّه قديم بناه آدم ثمّ جدّده إبراهيم. (٣)
[٣٠] (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (٣٠))
(ذلِكَ). قيل : هاهنا وقف. أي : هكذا أمر الحجّ والمناسك. وهو وأمثاله يطلق للفصل
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٣٠.
(٢) مجمع البيان ٧ / ١٣٠ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٨٨.
(٣) مجمع البيان ٧ / ١٣٠ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٨٨.