في علمه لا أستبدّ به أنا دونكم لتتأهّبوا لما يراد بكم. ومثله قوله : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ). (١) وقيل : معناه : أعلمتكم بما يجب الإعلام على سواء في الإيذان لم أبيّن الحقّ لقوم دون قوم ولم أكفّه عن قوم دون قوم. وقيل : أعلمتكم أنّي على سواء ؛ أي : عدل واستقامة رأي بالبرهان الواضح. (وَإِنْ أَدْرِي) ؛ أي : وما أدري (أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ) من غلبة المسلمين أو من الحشر ويوم القيامة ، لكنّه كائن لا محالة. (٢)
[١١٠] (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ (١١٠))
(يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ) : ما تجهرون به من الطعن في الإسلام و (ما تَكْتُمُونَ) من الأحقاد للمسلمين فيجازيكم عليه. (٣)
[١١١] (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (١١١))
(وَإِنْ أَدْرِي) : وما أدري لعلّ تأخير جزائكم استدراج لكم وزيادة في افتتانكم أو امتحان لكم لينظر كيف تعملون. (وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) ؛ أي : تتمتّعمون إلى وقت انقضاء آجالكم. (٤)
[١١٢] (قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (١١٢))
(احْكُمْ بِالْحَقِّ) : اقض بيننا وبين أهل مكّة بالعدل المقتضي لاستعجال العذاب والتشديد عليهم. و [قيل :] معناه : احكم بحكمك الحقّ وهو إظهار الحقّ على الباطل. (عَلى ما تَصِفُونَ) من كذبكم وباطلكم في قولكم : (هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) وقولكم : (اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً). وقيل : معناه : المستعان على دفع ما تصفون. (٥)
(قالَ). حفص : (قالَ). والباقون : «قل» وأبو جعفر : (رَبِّ احْكُمْ). ويعقوب : ربي احكم». (٦)
__________________
(١) الأنفال (٨) / ٥٨.
(٢) مجمع البيان ٧ / ١٠٧ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٨١.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٨١.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٨١ ، ومجمع البيان ٧ / ١٠٨.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ٨١ ، ومجمع البيان ٧ / ١٠٨.
(٦) مجمع البيان ٧ / ١٠٤.