عليهم. وقوله : «قوم عابدين» هم شيعتنا. (١) والأرض أرض الجنّة. (٢)
[١٠٦] (إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ (١٠٦))
(إِنَّ فِي هذا) ؛ أي : في الذي أخبرناكم به ممّا توعّدنا به الكفّار من الخلود في النار وما وعدنا به المؤمنين من الجنّة. وقيل : معناه : انّ في هذا القرآن ودلائله (لَبَلاغاً) ؛ أي : كفاية ووصلة إلى البغية. والبلاغ : سبب الوصول إلى الحقّ. (لِقَوْمٍ عابِدِينَ) : أي مخلصين لله. (٣)
[١٠٧] (وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (١٠٧))
(رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) ؛ أي : نعمة عليهم. [رحمة] للمؤمن في الدنيا والآخرة ، ورحمة للكافر بأن عوفي ممّا أصاب الأمم من المسخ والخسف. عن ابن عبّاس. وقيل في كونه رحمة للكافرين : إنّه عرضه للإيمان والثواب الدائم وهداه وإن لم يهتد ؛ كمن قدّم الطعام إلى جائع فلم يأكل فإنّه منعم عليه وإن لم يقبل. وفي الآية دلالة على بطلان قول أهل الجبر في أنّه ليس لله على الكافرين نعمة. (٤)
[١٠٨] (قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٨))
(مُسْلِمُونَ) ؛ أي : منقادون مستسلمون بأن تتركوا عبادة غير الله. وقيل : معناه الأمر. أي : أسلموا. (٥)
[١٠٩] (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ (١٠٩))
(آذَنْتُكُمْ) ؛ أي : أعلمتكم بالحرب إيذانا (عَلى سَواءٍ) ؛ أي : إعلاما نستوي نحن وأنتم
__________________
(١) تأويل الايات ١ / ٣٣٢ ، ح ١٩ و ٢٠.
(٢) تأويل الايات ١ / ٣٣٢ ، ح ٢١ ، عن الكاظم عليهالسلام.
(٣) مجمع البيان ٧ / ١٠٧.
(٤) مجمع البيان ٧ / ١٠٧.
(٥) مجمع البيان ٧ / ١٠٧.