[١٠٠] (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ (١٠٠))
(زَفِيرٌ) ؛ أي : صوت كصوت الحمار. وهو شدّة تنفّسهم في النار عند إحراقها لهم. (لا يَسْمَعُونَ) ما ينتفعون به وإنّما يسمعون صوت المعذّبين وصوت الملائكة الذين يعذّبونهم. وقيل : يجعلون في توابيت من نار فلا يسمعون شيئا ولا يرى أحد منهم أنّ في النار أحدا يعذّب غيره. وعن ابن مسعود : لمّا نزلت هذه الآية ، جاء عبد الله بن الزبعرى إلى رسول الله فقال : يا محمّد ، ألست تزعم أنّ عزيرا رجل صالح وكذلك عيسى ومريم؟ قال : بلى. [قال :] فإنّ هؤلاء يعبدون من دون الله فهم في النار! فأنزل الله : إن الذين سبقت منا ـ الآية. (١)
[١٠١] (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (١٠١))
عن أبي عبد الله عليهالسلام : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ) ـ الآية ـ نزلت في شيعة عليّ عليهالسلام ؛ آمنون في ظلّ العرش يفزع الخلائق ولا يفزعون. (٢)
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى). يعني عزيرا والمسيح والملائكة. وعلى هذا يعمّ الخطاب ويكون ما إمّا بمعنى من أو بما يعمّه. فإن قلت : لم قرنوا بآلهتهم؟ قلت : لأنّهم لا يزالون لمقارنتهم في زيادة غمّ حيث أصابهم ما أصابهم بسببهم والنظر إلى وجه العدوّ باب من العذاب. ولأنّهم قدّروا أنّهم يستشفعون بهم في الآخرة فإذا صادفوا الأمر على عكس ما قدّروا ، لم يكن شيء أبغض إليهم منهم. (٣)
(الْحُسْنى) ؛ أي : الموعدة بالجنّة. (٤)
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ). الآية ناسخة لقوله : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها)(٥). (٦)
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٠٢.
(٢) تأويل الآيات ١ / ٣٣١ ، ح ١٨.
(٣) الكشّاف ٣ / ١٣٦ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٧٩.
(٤) مجمع البيان ٧ / ١٠٢.
(٥) مريم (١٩) / ٧١.
(٦) تفسير القمّيّ ٢ / ٧٧.