[١٠٢] (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ (١٠٢))
(حَسِيسَها) ؛ أي : صوتها التي يحسّ. (اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ) من نعيم الجنّة. قيل : الذين سبقت لهم منّا الحسنى عزير والمسيح والملائكة استثناهم من جملة ما يعبدون من دون الله. وقيل : إنّها عامّة في كلّ من سبقت له الموعدة بالسعادة. (١)
[١٠٣] (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (١٠٣))
(الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) ؛ أي : الخوف الأعظم ، وهو عذاب الله ، أو النفخة الأخيرة ؛ لقوله : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ). (٢) وقيل : هو حين يذبح الموت على صورة كبش أملح وينادى : يا أهل الجنّة ، [خلود لا موت] ويا أهل النار ، خلود لا موت. (وَتَتَلَقَّاهُمُ) ؛ أي : تستقبلهم بالتهنية يقولون لهم : (هذا يَوْمُكُمُ). (٣)
وقوله : (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ). عن أبي جعفر عليهالسلام : انّ الله إذا أراد جمع الخلائق ، أمر مناديا فاجتمع الجنّ والإنس. ثمّ يأذن لسماء الدنيا فتنزل فتكون من وراء الناس. ثمّ يأذن للسماء الثانية فتنزل وهي ضعف الأوّل. فإذا رآها أهل سماء الدنيا قالوا : جاء ربّنا؟ فيقال : هو آت. ثمّ هكذا كلّ سماء تنزل وراء الأخرى وهي ضعف التي تليها. ثمّ ينزل الله في ظلّ من الغمام والملائكة وقضي الأمر. ثمّ يأمر الله مناديا ينادي : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ) ـ الآية. (٤) ثمّ بكى طويلا. ثمّ قال : إنّ رسول الله وعليّا عليهماالسلام وشيعتهم على كثبان من المسك فوق منابر من نور لا يفزعون. (٥)
[١٠٤] (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٠٣.
(٢) النمل (٢٧) / ٨٧.
(٣) مجمع البيان ٧ / ١٠٣.
(٤) الرحمن (٥٥) / ٣٣.
(٥) تفسير القمّيّ ٢ / ٧٧.