(وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ) ؛ أي : الموعود الصدق. أي : اقترب قيام الساعة. (فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ) ؛ أي : القصّة أنّ أبصار الكافرين تشخص في ذلك اليوم لا تكاد تطرف من شدّة هول ذلك اليوم ينظرون إلى تلك الأهوال. (قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) بأشغال الدنيا فلم نتفكّر به. (بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ) بعبادتنا غير الله. (١)
[٩٨] (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ (٩٨))
(وَما تَعْبُدُونَ). يعني الأوثان. (حَصَبُ جَهَنَّمَ) ؛ أي : وقودها. وأمّا عيسى والعزير والملائكة فيخرجون من ظاهر الآية بلفظة ما. لأنّ ما لما لا يعقل ، ولأنّ الخطاب لأهل مكّة وإنّما كانوا يعبدون الأصنام. وأمّا فائدة دخول الأصنام النار ، فليعذّب بها المشركون الذين عبدوها فيكون زيادة في حسرتهم. وقيل : إنّ المراد بقوله : (وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) الشياطين الذين دعوهم إلى عبادة غير الله فأطاعوهم فكأنّهم عبدوهم. كما قال : (يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ). (٢)(أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) ؛ أي : في جهنّم داخلون. (٣)
(حَصَبُ). قراءة عليّ عليهالسلام : «حطب» بالطاء. (٤)
(إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ). لمّا نزلت هذه الآية ، قال ابن الزبعرى : أليست اليهود عبدوا عزيرا والنصارى المسيح وبنو مليح الملائكة؟ فقال صلىاللهعليهوآله : بل هم عبدوا الشياطين التي أمرتهم بذلك. (٥)
[٩٩] (لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ (٩٩))
(لَوْ كانَ هؤُلاءِ) الأصنام والشياطين (آلِهَةً) كما تزعمون ، ما دخلوا النار. (وَكُلٌّ) من العابد والمعبود خالدون في النار. (٦)
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٠٢.
(٢) مريم (١٩) / ٤٤.
(٣) مجمع البيان ٧ / ١٠٢.
(٤) مجمع البيان ٧ / ١٠٠.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ٧٩ ، والكشّاف ٣ / ١٣٦.
(٦) مجمع البيان ٧ / ١٠٢.