هالكة بالذنوب أن يتقبّل منهم عمل ، لأنّهم لا يرجعون إلى التوبة. وثالثها أنّ معناه : حرام ألّا يرجعوا بعد المماة بل يرجعوا أحياء للمجازاة. وعن أبي جعفر عليهالسلام : كلّ قرية أهلكها الله بعذاب فإنّهم لا يرجعون. حمزة والكسائيّ وأبو بكر : «وحرم» بالكسر بغير ألف. وهو لغة في الحرام. (١)
(حَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ). عن أبي جعفر عليهالسلام وأبي عبد الله عليهالسلام : كلّ قرية أهلكها الله بالعذاب ، لا يرجع أهلها في الرجعة. وهذه الآية من أقوى الدلائل على الرجعة. فإنّه لا ينكر أحد من أهل الإسلام أنّ الناس كلّهم يرجعون في القيامة من هلك ومن لم يهلك. فقوله : (لا يَرْجِعُونَ) يعني في الرجعة. فأمّا في القيامة فيرجعون حتّى يدخلوا النار. (٢)
[٩٦] (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦))
(حَتَّى). متعلّق بحرام أو بلا يرجعون. أي : يستمرّ الامتناع أو عدم الرجوع إلى قيام الساعة وظهور أماراتها وهو فتح سدّ يأجوج ومأجوج. وهي حتّى التي يحكى الكلام بعدها والمحكيّ هو الجملة الشرطيّة. (٣)
لمّا تقدّم أنّهم لا يرجعون إلى الدنيا ، وعدهم بالرجوع إلى الآخرة وبيّن علامة ذلك فقال : (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ) ؛ أي : إذا فتحت جهتهم. والمعنى : انفرج سدّهم. وذلك من أشراط الساعة. (حَدَبٍ). وهو ما ارتفع من الأرض. يعني أنّهم يتفرّقون في الأرض فلا يرى أكمة [إلّا] وقوم [منهم] يهبطون منها مسرعين. وقيل : إنّ قوله : (هُمْ) كناية عن الخلق يخرجون من قبورهم إلى الحشر. وفي قراءة مجاهد : من كل جدث وهو القبر. (٤)
[٩٧] (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ (٩٧))
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٩٩ و ٩٨.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ٧٥ ـ ٧٦.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٧٩.
(٤) مجمع البيان ٧ / ١٠١ ـ ١٠٢.