[٩٢] (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢))
(إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) ؛ أي : هذا دينكم. وهو دين الإسلام والتوحيد. وأصل الأمّة الجماعة التي لها مقصد واحد. فجعلت الشريعة أمّة لاجتماعهم [بها] على مقصد واحد. وقيل : معناه : هؤلاء الذين تقدّم ذكرهم من الأنبياء فريقكم الذي يلزمكم الاقتداء بهم في حال اجتماعهم على الحقّ. كما يقال : هؤلاء أمّتنا ؛ أي : فريقنا وموافقونا على مذهبنا. (١)
[٩٣] (وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (٩٣))
(وَتَقَطَّعُوا). ذكر اليهود والنصارى بالاختلاف فقال : (وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ) ؛ أي : فرّقوا دينهم فيما بينهم يلعن بعضهم بعضا. والتقطّع هنا بمنزلة التقطيع. (كُلٌّ) ؛ أي : كلّ ما اجتمع وافترق (إِلَيْنا) ؛ أي : إلى حكمنا (راجِعُونَ) يوم القيامة. (٢)
[٩٤] (فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (٩٤))
(فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ) ؛ أي : فلا جحود لإحسانه في عمله ، بل يشكر ويثاب عليه. (كاتِبُونَ) ؛ أي : نأمر ملائكتنا أن يكتبوا ذلك. أو : ضامنون جزاءه. (٣)
[٩٥] (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (٩٥))
(وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ) ـ الآية. فيه وجوه : أحدها أنّ لا مزيدة. أي : حرام على قرية مهلكة بالعقوبة أن يرجعوا إلى دار الدنيا. وقيل : يريد : حتم منّي والمراد أنّ الله كتب [على] من هلك أن لا يرجع إلى الدنيا. وفي ذلك تخويف لكفّار مكّة بأنّهم إذا عذّبوا وأهلكوا ، لم يرجعوا إلى الدنيا كغيرهم من الأمم المهلكة. وثانيها أنّ معناه : حرام على قرية وجدناها
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٩٩.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٩٩.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٩٩.