(قالُوا) ندما لمّا رأوا العذاب. (ظالِمِينَ). أي لأنفسنا حيث كذّبنا رسل ربّنا. والويل : الوقوع في الهلكة. قيل : إنّ أهل حصورا (١) من قرى اليمن بعث إليهم نبيّ فقتلوه. فسلّط الله عليهم بخت نصّر فوضع السيف فيهم. ونادى مناد من السماء : يا لثارات الأنبياء! فندموا وقالوا ذلك. (٢)
[١٥] (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ (١٥))
(فَما زالَتْ) ؛ أي : لم يزالوا يقولون : يا ويلنا! وتلك دعواهم حتّى جعلناهم مثل الحصيد ، وهو النبت المحصود ، ولذلك لم يجمع. (خامِدِينَ) : ساكني الحركات. (٣)
[١٦] (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (١٦))
(لاعِبِينَ) بل خلقناهم لغرض صحيح ؛ وهو أن يكون دلالة ونعمة وتعريضا للثواب. (٤)
[١٧] (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ (١٧))
(أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) ؛ أي : ما يتلهّى به ويلعب. (لَاتَّخَذْناهُ) من عندنا ممّا يليق بحضرتنا من المجرّدات لا من الأجسام المرفوعة والأجرام المبسوطة كعادتكم في رفع السقوف وتزريقها. وقيل : اللهو المرأة والولد ، فيكون ردّا على النصارى. أي : لو اتّخذنا نساء وأولادا لاتّخذناه من أهل السماء لا من أهل الأرض. يريد لو كان ذلك جائزا عليه ، لم يتّخذه بحيث يظهر لهم وستر ذلك حتّى لا يطّلعوا عليه. (إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ) ذلك. ويدلّ على جوابه الجواب المتقدّم. أي : إن كنّا فاعلين ذلك ، لاتّخذناه من عندنا بحيث لا يصل علمه إليكم. وقيل : إن نافية. والجملة كالنتيجة للشرطيّة. (٥)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ : حضور.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٦٧ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٦٦.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٦٧ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٦٦.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٦٧.
(٥) مجمع البيان ٧ / ٦٧ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٦٧.