[١٨] (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (١٨))
(بَلْ نَقْذِفُ). إضراب عن اتّخاذ اللهو وتنزيه لذاته من اللّعب. أي : بل من شأننا أن نغلب الحقّ الذي من جملته الجدّ على الباطل الذي من عداده اللهو. (فَيَدْمَغُهُ) ؛ أي : فيمحقه. وإنّما استعار لذلك القذف ، وهو الرمي المستلزم لصلابة المرميّ ، والدمغ الذي هو كسر الدماغ بحيث يشقّ غشاه المؤدّي إلى زهوق الروح ، تصويرا لإبطاله به ومبالغة فيه. (وَلَكُمُ الْوَيْلُ) أيّها الكفّار (مِمَّا تَصِفُونَ) الله به من اتّخاذ الصاحبة والولد والشريك. (١)
[١٩] (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ (١٩))
(وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ملكا وخلقا. فكيف يحتاج إلى الولد والشريك؟ (وَمَنْ عِنْدَهُ). يعني الملائكة المنزلين منه لكرامتهم عليه [منزلة] المقرّبين عند الملوك. وهو معطوف على (مَنْ فِي السَّماواتِ) وإفراده للتعظيم. أو مبتدأ خبره : (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ) ؛ أي : لا يتعظّمون عنها. وأراد بذلك نفي البنوّة عنهم. لأنّ أحدا لا يستعبد ابنه. (وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) ؛ أي : لا يملّون ولا يعيون. (٢)
[٢٠] (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ (٢٠))
(يُسَبِّحُونَ) ؛ أي : ينزّهونه ويعظّمونه دائما. (لا يَفْتُرُونَ). حال من الواو في يسبّحون. (٣)
[٢١] (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (٢١))
(أَمِ اتَّخَذُوا) : بل أتّخذوا؟ والهمزة لإنكار اتّخاذهم. (مِنَ الْأَرْضِ). صفة آلهة. (٤)
(أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً). هذه أم المنقطعة بمعنى بل والهمزة ، قد آذنت بالإضراب عمّا قبلها و
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٦٨ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٦٧.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٦٧ ، ومجمع البيان ٧ / ٦٨.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٦٧.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٦٧.