الدنيا تنخفض وتذلّ أصحابها فلا تسمع منهم إلّا الهمس. (١)
(وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ). عن الإمام أبي جعفر عليهالسلام : إذا كان يوم القيامة ، جمع الله الناس في صعيد واحد حفاة عراة فيقفون في المحشر حتّى يعرقون عرقا شديدا إلى أن تضايق أنفاسهم. فيمكثون كذلك ما شاء الله. ثمّ ينادي مناد من تلقاء العرش : أين نبيّ الرحمة محمّد صلىاللهعليهوآله النبيّ الأمّيّ؟ فتقدم رسول الله أمام الناس كلّهم حتّى ينتهي إلى الحوض ـ وطوله ما بين أيله إلى صنعاء ـ فيقف عليه وينادي بابن عمّه ووصيّه فيقدم أمام الناس كلّهم فيقف معه. ثمّ يؤذن للناس ، فبين وارد الحوض ومصروف عنه. ثمّ يجيء ملك إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فيقول : الله يقول لك : يا محمّد ، إنّ شيعة عليّ عليهالسلام قد وهبتهم لك وصفحت عن ذنوبهم بحبّهم لك ولعترتك وألحقتهم بك وجعلتهم في زمرتك فأوردتهم حوضك. قال الإمام عليهالسلام : فكم من باك يومئذ وباكية. ولا يبقى أحد يتولّانا ويتبرّأ من أعدائنا إلّا كان في حزبنا. (٢)
[١٠٩] (يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (١٠٩))
(لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ) ؛ أي : لا تنفع ذلك اليوم شفاعة أحد في غيره إلّا شفاعة من أذن له أن يشفع ورضي له قولا من الأنبياء والأولياء والصدّيقين والشهداء. أو يكون الاستثناء من أعمّ المفاعيل. أي : من أذن في أن يشفع له ، فإنّ الشفاعة تنفعه. فمن على الأوّل مرفوع على البدليّة ، وعلى الثاني منصوب بالمفعوليّة. (وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً) ؛ يعنى : رضي لأجله قول الشافع. (٣)
(إِلَّا مَنْ أَذِنَ). عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ) قال : لا ينال شفاعة محمّد صلىاللهعليهوآله يوم القيامة إلّا من أذن له بطاعة آل محمّد عليهمالسلام ورضي له قولا وعملا فيهم فحيي على مودّتهم ومات عليها فرضي الله قوله وعمله فيهم. ثمّ قال : «وقد
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥٨ ، ومجمع البيان ٧ / ٥٠.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ٦٤.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٥٠ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٥٨.