خاب من حمل ظلما لآل محمد». كذا نزلت. ثمّ قال : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) بمحبّة آل محمّد ومبغض لعدوّهم. (١)
[١١٠] (يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (١١٠))
(ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ). الضمير يرجع إلى الذين يتّبعون الداعي. أي : يعلم جميع حالاتهم في حياتهم ومماتهم ، أو ما بين أيديهم من أحوال الآخرة وما خلفهم من أحوال الدنيا. ولا يحيط علمهم بمعلوماته. وقيل : بذاته. (٢)
قال عليهالسلام : (ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) ما مضى من أخبار الأنبياء. و (ما خَلْفَهُمْ) ما يأتي من أخبار القائم عليهالسلام. (٣)
[١١١] (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (١١١))
(وَعَنَتِ) ؛ أي : ذلّت وخضعت خضوع الأسير في يد من قهره. والمراد أرباب الوجوه.
أسنده إلى الوجوه لأنّ أثر الذلّ يظهر عليها. وظاهرها يقتضي العموم. ويجوز أن يراد وجوه المجرمين فيكون اللّام بدل الإضافة. ويؤيّده : (وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) ؛ أي : خاب عن ثواب الله من حمل شركا إلى يوم القيامة. (٤)
[١١٢] (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (١١٢))
(مِنَ الصَّالِحاتِ) ؛ أي : بعض الصالحات. (وَهُوَ مُؤْمِنٌ). إذ الإيمان شرط في صحّة الطاعات وقبول الخيرات. (فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) ؛ أي : فهو لا يخاف أن يظلم ويزاد عليه في سيّئاته ولا أن يهضم بالنقص من حسناته. ومن قرأ : «فلا يخف» فهو على النهي. أي : فليأمن ولا يخف الظلم والهضم. وفي هذه الآية دلالة على بطلان التحابط. (٥)
__________________
(١) تأويل الآيات ١ / ٣١٨ ، ح ١٥.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٥٠ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٥٨.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٥١ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٥٩.
(٤) تفسير القمّيّ ٢ / ٦٥.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ٥٩ ، ومجمع البيان ٧ / ٥١ و ٤٩.