اهتدى إلى ولايتنا أهل البيت عليهمالسلام. فو الله لو أنّ رجلا عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ثمّ مات ولم يجئ بولايتنا ، كبّه الله في النار على وجهه. (١)
[٨٣] (وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى (٨٣))
(وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ). كانت المواعدة أن يوافي الميعاد هو وقومه أو مع جماعة من وجوه قومه. وهو متّصل بقوله : (وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ). فعجل موسى من بينهم شوقا وخلّفهم ليلحقوا به. فقيل : بأيّ سبب خلّفت قومك وسبقتهم وجئت وحدك. (٢)
(عَنْ قَوْمِكَ). روي أنّ موسى قد مضى مع النقباء السبعين إلى الطور على الموعد المضروب ثمّ تقدّمهم شوقا إلى كلام ربّه ، فاستنكر تقدّمه. وليس المراد جميع قومه ؛ لقوله : (هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي). (٣)
[٨٤] (قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى (٨٤))
(قالَ) موسى في الجواب : (هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي) ؛ أي : من ورائي يدركونني عن قريب وليس بيني وبينهم إلّا مسافة قريبة يتقدّم بها الرفقة بعضهم بعضا. وقيل : معناه : هم على ديني ومنهاجي. وقيل : إنّه قال : هم ينتظرون بعدي ما الذي آتيهم به وليس يريد أنّهم يتّبعونه. (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ) ؛ أي : سبقتهم إليك حرصا على تحصيل رضاك. (٤)
[٨٥] (قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (٨٥))
(فَتَنَّا قَوْمَكَ) : ابتليناهم بعبادة العجل بعد خروجك من بينهم. وهم الذين خلّفهم مع هارون وكانوا ستّمائة ألف ما نجا من عبادة العجل إلّا اثنا عشر ألفا. وقيل : معنى (فَتَنَّا قَوْمَكَ) : عاملناهم معاملة المختبر ليظهر لغيرنا المخلص منهم من المنافق فيوالي المخلص و
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ٣٨ ـ ٣٩.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٣٩.
(٣) تفسير النيسابوريّ ١٦ / ١٢٦.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٣٩ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٥٤.