[٣٦] (قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى (٣٦))
(سُؤْلَكَ) ؛ أي : مسؤولك. (١)
[٣٧] (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى (٣٧))
(وَلَقَدْ مَنَنَّا) ؛ أي : أنعمنا عليك في وقت آخر. (٢)
[٣٨] (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى (٣٨))
(أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى) ؛ أي : ألهمناها ما يلهم. (٣)
[(إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ) بإلهام ، أو في منام ، أو على لسان نبيّ في وقتها] أو بتوسّط ملك كريم. (ما يُوحى) ؛ أي : ما لا يعلم إلّا بالوحي ، أو ممّا ينبغي أن يوحى ولا يخلّ به لعظم شأنه. (٤) أو يكون ما مصدريّة. أي : إيحاء. (٥)
[٣٩] (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (٣٩))
(أَنِ اقْذِفِيهِ) ؛ أي : بأن اقذفيه. والقذف يقال للإلقاء والوضع. واليمّ النيل. (فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ). لمّا كان إلقاء البحر إيّاه إلى الساحل أمر واجب الحصول ، لتعلّق الإرادة به ، جعل البحر كأنّه ذو تمييز أمره بذلك كما أمر أمّ موسى. والمراد به الخبر. أي : حتّى يلقيه البحر بالشطّ. (يَأْخُذْهُ). جواب فليلقه. وتكرير عدوّ للمبالغة ، أو لأنّ الأوّل باعتبار الواقع والثاني باعتبار المتوقّع. لأنّ فرعون كان يقتل غلمان بني إسرائيل ثمّ خشي أن يفنى نسلهم فكان يقتل بعد ذلك في سنة ولا يقتل في سنة أخرى ، فولد موسى في السنة التي كان يقتل الغلمان فيها فنجّاه الله منه. قيل : إنّ أمّه جعلت في التابوت قطنا ووضعته فيه ثمّ قيّرته وألقته
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٦.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٦.
(٣) مجمع البيان ٧ / ١٧.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٧.
(٥) مجمع البيان ٧ / ١٧.