[٢١] (قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى (٢١))
(سِيرَتَهَا الْأُولى) ؛ أي : حالتها الأولى. فوضع يده في فم الحيّة وإذا يده في الموضع الذي كان يضعها إذا توكّأ عليها. وقيل : كانت العصا من آس الجنّة أخرجها آدم وتوارثها الأنبياء إلى أن بلغ شعيبا فدفعها إلى موسى. وقيل : كانت من عوسج. وكان طولها عشرة أذرع على مقدار قامة موسى. (١)
[٢٢] (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى (٢٢))
(جَناحِكَ) ؛ أي : تحت العضد. وقيل : أدخلها في جيبك. (تَخْرُجْ بَيْضاءَ) لها نور ساطع يضيء باللّيل والنهار كضوء الشمس والقمر وأشدّ ضوءا. (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) ؛ أي : من غير مرض في قول الجميع. كنّى به عن البرص. وكان موسى آدم اللّون. ففعل فخرجت يده كما قال الله. ثمّ ردّها فعادت إلى لونها. (٢)
[٢٣ ـ ٢٤] (لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى (٢٣) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (٢٤))
(الْكُبْرى). صفة آياتنا. أو مفعول نريك ومن آياتنا حال منها. وقيل : معناه : من دلالاتنا الكبرى سوى هاتين الدلالتين. وقيل : إنّها هلاك فرعون وقومه. فلمّا حمّله الله الرسالة وأراه المعجزات ، أمره بالتبليغ فقال : (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ) بهاتين الآيتين وادعه إلى العبادة. إنّه عصى وتكبّر في كفره. (٣)
[٢٥ ـ ٢٦] (قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (٢٥) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦))
(اشْرَحْ لِي صَدْرِي) [أي : وسّع لي صدري حتّى لا أضجر ولا أخاف ولا أغتمّ. (وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) ؛] أي : سهّل عليّ أداء ما كلّفتني من الرسالة والدخول على الطاغي ودعائه
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١٤ ـ ١٥.
(٢) مجمع البيان ٧ / ١٥ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥ ، ومجمع البيان ٧ / ١٥.