شعيب : خذها. وكان شعيب يزور موسى كلّ سنة فإذا أكل ، قام موسى على رأسه وكسر له الخبز. (١)
أتوكأ عليها إذا عييت. (وَأَهُشُّ بِها) : وأخبط الورق بها على رؤوس غنمي. (مَآرِبُ أُخْرى) : حاجات أخر. قال ابن عبّاس : كان يحمل عليها زاده ، ويركزها فيخرج منها الماء ، ويضرب بها الأرض فيخرج ما يأكل. وكان يطرد بها السباع. وإذا ظهر عدوّ حاربت. وإذا أراد الاستسقاء من بئر ، طالت وصارت شعبتاها كالدلو. وكانت تضيء باللّيل كالشمعة. وكانت تحدّثه وتؤنسه. (٢)
قال المحقّقون : إنّ موسى كان يتوكّأ على العصا ، ومحمّد صلىاللهعليهوآله كان يتّكئ على فضل الله قائلا مع أمّته : حسبنا الله ونعم الوكيل. فورد في حقّه : (حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ). (٣) وأيضا إنّه بدأ بمصالح نفسه في قوله : أتوكأ عليها ثمّ بمصالح رعيّته في قوله : (وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) ، ومحمّد صلىاللهعليهوآله في الدنيا لم يشتغل إلّا بإصلاح أمر أمّته. اللهمّ اهد قومي فإنّهم لا يعلمون. فلا جرم يقول موسى يوم القيامة : نفسي نفسي ، ومحمّد صلىاللهعليهوآله يقول : أمّتي أمّتي. (٤)
[١٩] (قالَ أَلْقِها يا مُوسى (١٩))
[٢٠] (فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى (٢٠))
(تَسْعى) ؛ أي : تمشي بسرعة. قيل : صارت حيّة صفراء لها عرف كعرف الفرس وجعلت تتورّم حتّى صارت ثعبانا وهي أكبر من الحيّات. وقيل : كانت في ضخامة الثعبان وجلادة الجانّ. ولذلك قال : (كَأَنَّها جَانٌّ)(٥). (٦)
__________________
(١) قصص الأنبياء / ١٥٢.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥ ، ومجمع البيان ٧ / ١٤.
(٣) الأنفال (٨) / ٦٤.
(٤) تفسير النيسابوريّ ١٦ / ٨٩.
(٥) النمل (٢٧) / ١٠.
(٦) مجمع البيان ٧ / ١٤ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥.