وقت]. وعن ابن عبّاس : أكاد أخفيها من نفسي. وهي كذلك في قراءة أبيّ. وروي ذلك عن الصادق عليهالسلام. والمعنى : أكاد لا أظهر عليها أحدا. والمقصود من ذلك تبعيد الوصول إلى علمها. وتقديره : إذا كدت أخفيها من نفسي [فكيف أظهرها لك]؟ أو يكون المعنى : أكاد أظهره. من أخفاه ، إذا سلب خفاءه. (لِتُجْزى). متعلّق بآتية أو أخفيها على المعنى الأخير. (بِما تَسْعى) ؛ أي : بما تعمل من خير أو شرّ. (١)
[١٦] (فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى (١٦))
(فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها) ؛ أي : عن تصديق الساعة أو الصلاة. (وَاتَّبَعَ هَواهُ) ؛ أي : ميل نفسه إلى اللّذّات المحسوسة. (فَتَرْدى) ؛ أي : فتهلك كما هلك. (٢)
[١٧] (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (١٧))
(وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ). استفهام يتضمّن استيقاظا لما يريه فيها من العجائب. وقال الزجّاج : تلك اسم مبهم يجري مجرى التي ويوصل كما توصل التي. والمعنى : ما التي بيمينك؟ وقيل : الصحيح أن يكون تلك مبتدأ وما خبره وبيمينك حال من معنى الإشارة. (٣)
[١٨] (قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (١٨))
عن الرضا عليهالسلام : لمّا أراد موسى الانصراف ، قال شعيب : ادخل البيت وخذ من تلك العصا عصا تكون معك تدرأ بها السباع. وقد كان شعيب أخبر بأمر العصا التي أخذها موسى. فلمّا دخل موسى البيت ، وثب العصا فصارت في يده. فخرج بها. فقال له شعيب : خذ غيرها. فعاد موسى [إلى] البيت ووثب العصا في يده ، فخرج بها. وهكذا ثلاثا. فقال له
__________________
(١) مجمع البيان ٧ / ١١ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٤٤.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٤ ـ ٤٥ ، ومجمع البيان ٧ / ١١.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥ ، ومجمع البيان ٧ / ١٣.