مرّتين. ومن صرفه ، جعله اسما للوادي لأنّه سمّي مذكّرا بمذكّر ، أو لأنّه جعله صفة لأنّه قدّس مرّتين. كقوله : (مَكاناً سُوىً). (١) ومن لم يصرفه ، جعله اسما للبقعة أو الأرض بمنزلة امرأة سمّيتها بحجر ، أو لأنّه معدول كعمر. (٢)
[١٣] (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى (١٣))
قرأحمزة : «أنا» مشدّد مفتوح الهمزة اخترناك على الجمع. (٣)
(وَأَنَا اخْتَرْتُكَ) للنبوّة فأصغ لكلامي. وقراءة حمزة : أنا اخترناك [بفتح الهمزة و] بالجمع لأنّ التقدير : ولأنّا اخترناك ، فيكون الجارّ والمجرور في موضع نصب بقوله : (فَاسْتَمِعْ). (٤)
[١٤] (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (١٤))
(إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي). بدل ممّا يوحى ، دالّ على أنّه مقصور على تقرير التوحيد الذي هو منتهى العلم والأمر بالعبادة التي هي كمال العمل. (لِذِكْرِي) ؛ أي : لأن تذكرني فيها بالتسبيح والتعظيم. لأنّ الصلاة لا تكون إلّا بذكر الله. وقيل : معناه : صلّ لي ولا تصلّ لغيري كما يفعله المشركون. وقيل : معناه : أقم الصلاة متى ذكرت أنّ عليك صلاة كنت في وقتها أم لم تكن. عن أكثر المفسّرين. وهو المرويّ عن أبي جعفر عليهالسلام. وقيل : لذكري ، لأنّي ذكرتها في الكتب وأمرت بها. (٥)
[١٥] (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (١٥))
(إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ) ؛ أي : القيامة. (أَكادُ أُخْفِيها) عن عبادي لئلّا تأتيهم إلّا بغتة. وفائدة الإخفاء التخويف. فإنّ الناس إذا لم يعلموا متى تقوم الساعة ، كانوا على حذر منها [كلّ
__________________
(١) طه (٢٠) / ٥٨.
(٢) مجمع البيان ٧ / ٧ و ١٠.
(٣) مجمع البيان ٧ / ٧.
(٤) مجمع البيان ٧ / ٧.
(٥) مجمع البيان ٧ / ١٠ ـ ١١ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٤٤.