وروى الراونديّ في القصص أيضا أنّ إدريس أوّل من خطّ بالقلم وأوّل من خطّ الثوب ولبسها وكانوا يلبسون الجلود. (١)
(مَكاناً عَلِيًّا) ؛ أي : عاليا رفيعا. قيل : السماء الرابعة. وقيل : السادسة. وهو حيّ لم يمت. وقيل : قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة. وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام. وقيل : معناه : رفعنا محلّه ومرتبته بالرسالة ولم يرد رفعة المكان. (٢)
[٥٨] (أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا (٥٨))
(أُولئِكَ) : الذين تقدّم ذكرهم. (الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ) بالنبوّة والثواب. (مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا). إنّما فرّق سبحانه ذكر نسبهم مع أنّهم كلّهم كانوا من ذرّيّة آدم لبيان مراتبهم في شرف النسب. فكان لإدريس شرف القرب من آدم لأنّه جدّ نوح. وكان إبراهيم من ذرّيّة من حملنا ، لأنّه من ولد سام. وكان إسماعيل وإسحاق ويعقوب من ذرّيّة إبراهيم ، لمّا تباعدوا من آدم حصل لهم شرف إبراهيم. وكان موسى وهارون وزكريّا ويحيى وعيسى من ذرّيّة إسرائيل. (وَمِمَّنْ هَدَيْنا). قيل : إنّه تمّ الكلام عند قوله : (إِسْرائِيلَ). ثمّ ابتدأ فقال : وممّن هدينا قوم إذا تتلى عليهم ، فحذف لدلالة الكلام عليه. وروي عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام : نحن عنينا. وقيل : المراد به الأنبياء الذين تقدّم [ذكرهم]. يعني : إذا قرئت عليهم آيات القرآن ، خرّوا ساجدين. (وَبُكِيًّا) : جمع باك. أي : حال كونهم باكين. (٣)
عن الكاظم عليهالسلام في (أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ) ـ الآية ـ قال : نحن ذرّيّة إبراهيم. ونحن المحمولون مع نوح. ونحن صفوة الله. (٤)
__________________
(١) قصص الأنبياء / ٧٨.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٨٠٢.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٨٠٢.
(٤) تأويل الآيات ١ / ٣٠٥ ، ح ١٢.