(قَوْلَ الْحَقِّ). قرأعاصم وابن عامر ويعقوب : «قول الحق» بالنصب ، والباقون بالرفع. منصوب على أنّه مصدر للتوكيد. أي : أحقّ قول الحقّ. (١)
(قَوْلَ الْحَقِّ). أمّا انتصاب قول الحقّ فعلى المدح ، إن فسّر بكلمة الله ، وعلى أنّه مصدر مؤكّد لمضمون الجملة ، إن أريد قول الثبات والصدق كقولك : هو عبد الله الحقّ لا الباطل. وإنّما قيل لعيسى قول الحقّ وكلمته ، لأنّه لم يولد إلّا بكلمة الله وحدها وهي قوله : (كُنْ فَيَكُونُ) من غير واسطة أب. ويحتمل إذا أريد بقول الحقّ عيسى [أن يكون الحقّ اسم الله عزوجل وأن يكون بمعنى الثبات] والصدق ، أي أمره حقّ يقين وهم فيه شاكّون. (٢)
عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : ألم ينسبوا مريم بنت عمران إلى أنّه حملت بعيسى من رجل نجّار اسمه يوسف؟ (٣)
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ ، إنّ فيك شبها من عيسى بن مريم ؛ أحبّته النصارى حتّى أنزلوه منزلة ليس بها وأبغضه اليهود حتّى بهتوا أمّة. (٤)
[٣٥] (ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٣٥))
(ما كانَ لِلَّهِ) ؛ أي : ما يصلح له ولا يستقيم. لأنّ الولد مجانس للوالد وليس كمثله شيء. (٥)
(إِذا قَضى أَمْراً). تبكيت للنصارى بأنّ من إذا أراد شيئا أوجده بكن ، كان منزّها عن شبه الخلق والحاجة في اتّخاذ الولد. (فَيَكُونُ). ابن عامر : (فَيَكُونُ) بالنصب على الجواب. (٦)
[٣٦] (وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٣٦))
(وَإِنَّ اللهَ). أهل الكوفة وابن عامر بكسر الهمزة ، والباقون بالفتح. يحتمل الفتح أربعة
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٧٩٢.
(٢) الكشّاف ٣ / ١٦.
(٣) أمالي الصدوق / ٩٢.
(٤) بحار الأنوار ١٤ / ٢١٩.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٧٩٣.
(٦) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣١.