أكمل عقله في صغره وأرسله إلى عباده وكان مبعوثا إلى الناس ذلك الوقت ، وكانت معجزة له وقد كلّمهم يوم ولد. وقيل : معناه : سيؤتينا الكتاب وسيجعلني نبيّا. وكان ذلك معجزة لمريم. (١)
[٣١ ـ ٣٢] (وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (٣١) وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا (٣٢))
(مُبارَكاً) ؛ أي : معلّما للخير ، وجعلني بارّا بوالدتي أؤدّي شكرها فيما قاسته بسببي ولم يجعلني متجبّرا. (٢)
[٣٣] (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣))
(وَالسَّلامُ). كما هو على يحيى. والتعريف للعهد. والأظهر أنّه للجنس. ولمّا كلّمهم عيسى بهذا ، علموا براءة مريم. فلم يتكلّم عيسى بعد ذلك حتّى بلغ المدّة التي يتكلّم فيها الصبيان. (٣)
[٣٤] (ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (٣٤))
(ذلِكَ عِيسَى) ؛ أي : الذي قال : (إِنِّي عَبْدُ اللهِ) عيسى ، لا ما يقوله النصارى أنّه ابن الله وأنّه إله. (قَوْلَ الْحَقِّ). خبر محذوف. أي : هو قول الحقّ الذي لا ريب فيه. والإضافة للبيان. والضمير للكلام السابق أو لتمام القصّة. وقيل : صفة عيسى ، أو بدله ، أو خبر ثان ومعناه كلمة الله. (يَمْتَرُونَ) ؛ أي : يشكّون. أو : يتنازعون ؛ فقالت اليهود ساحر وقالت النصارى ابن الله. (٤) وقيل : هو أمر النصارى واختلافهم. فبعضهم قال هو الله ، وبعض ابن الله ، وبعضهم ثالث ثلاثة. (٥)
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٧٩١ ـ ٧٩٢.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٧٩٣.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣١ ، ومجمع البيان ٦ / ٧٩٣.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣١.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٧٩٣.