أقول : في بعض الأخبار أنّ عيسى ولد يوم عاشوراء. (١) وهو محمول على التقيّة كما قيل.
(تُساقِطْ). [سهل ويعقوب ونصير وحمّاد](٢) : «يساقط» بالياء ، على أنّ الضمير للجذع. (رُطَباً جَنِيًّا). وهو المأخوذ طريّا. قالوا : إذا عسر ولادة المرأة لم يكن لها خير من الرطب. والتمر للنفساء عادة من ذلك الوقت. وكذا التحنيك. (٣)
(وَهُزِّي إِلَيْكِ). حفص بن غياث قال : رأيت أبا عبد الله عليهالسلام يتخلّل بساتين الكوفة. فانتهى إلى نخلة فتوضّأ عندها. ثمّ ركع وسجد. فأحصيت في سجوده خمسمائة تسبيحة. ثمّ استند إلى النخلة وقال : إنّها النخلة التي قال الله لمريم : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ). (٤)
[٢٦] (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (٢٦))
(فَكُلِي وَاشْرَبِي). أي من الرطب وماء النهر. (وَقَرِّي عَيْناً) ؛ أي : طيبي نفسك. واشتقاقه من القرار. فإنّ العين إذا رأت ما يسرّ النفس ، سكنت إليه من النظر إلى غيره. أو من القرّ. فإنّ دمعة السرور باردة ودمعة الحزن حارّة. ولذلك يقال قرّة العين وسخنتها. (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً) يسألك عن ولدك ، (فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ) صمتا : أوجبت على نفسي أن لا أتكلّم. وقيل : إمساكا عن الطعام والشراب والكلام. وإنّما أمرت بالصمت ليكفيها الكلام ولدها بما يبرّئ به ساحتها. وكان صوم الصمت مشروعا عندهم. وكان قد أذن لها أن تتكلّم بهذا القدر من الكلام أو كان بالإشارة. (٥)
[٢٧] (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا (٢٧))
(فَأَتَتْ بِهِ) ؛ أي : بعيسى إلى قومها ، لفّته في خرقة وجاءت به. (فَرِيًّا) ؛ أي : أمرا عظيما ؛ إذ
__________________
(١) التهذيب ٤ / ٣٠٠ ، ح ٩٠٨.
(٢) في النسخة : «حفص» بدل ما بين المعقوفتين.
(٣) تفسير النيسابوريّ ١٦ / ٣٧ و ٤٢.
(٤) الكافي ٨ / ١٤٣ ، ح ١١١.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ٣٠ ، ومجمع البيان ٦ / ٧٩١.