(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ). فخرجت تريد النخلة اليابسة. وكان ذلك اليوم سوق. فاستقبلها الحاكة وكانت [الحياكة] أنبل صنعة في ذلك الزمان. فأقبلوا على بغال شهب. فقالت لهم مريم : أين النخلة اليابسة؟ فاستهزؤوا بها وزجروها. فقالت : جعل الله كسبكم نزرا ، وجعلكم في الناس عارا. ثمّ استقبلها قوم من التجّار فدلّوها على النخلة اليابسة. فقالت لهم : جعل الله البركة في كسبكم ، وأحوج الناس إليكم. فلمّا بلغت النخلة ، أخذها المخاض فوضعت بعيسى. (فَناداها) عيسى (مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) ؛ أي : نهرا. (١)
(تُساقِطْ). حفص عن عاصم : (تُساقِطْ) بضمّ التاء وكسر القاف. و [نصير] عن يعقوب والكسائيّ بالياء وتشديد السين. [و... والباقون : (تُساقِطْ) بفتح التاء وتشديد السين.](٢)
(بِجِذْعِ النَّخْلَةِ). الباء مزيدة للتأكيد. (تُساقِطْ) ؛ أي : تتساقط. أدغمت الثانية في السين. روي أنّها [كانت] نخلة يابسة لا رأس لها ولا ثمر وكانت الوقت شتاء. فهزّته فجعل الله له رأسا وخوصا ورطبا. وتسليتها بذلك لما فيه من المعجزات الدالّة على براءة ساحتها. فإنّ مثلها لا يتصّور لمن يرتكب الفواحش. (٣)
بالإسناد إلى وهب قال : لمّا أجاء المخاض مريم إلى جذع النخلة ، اشتدّ عليها البرد فعمد يوسف النجّار إلى حطب فجعله حولها كالحظيرة ثمّ اشتعل فيه النار فأصابتها سخونة الوقود من كلّ ناحية حتّى دفئت. وكسر لها سبع جوزات وجدهنّ في خرجه فأطعمها. فمن أجل ذلك توقد النصارى في ليلة الميلاد وتلعب بالجوز. (٤)
عن الرضا عليهالسلام قال : ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم وولد فيها عيسى. (٥)
__________________
(١) تفسير القمّيّ ٢ / ٤٩.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٧٨٥.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٩ ـ ٣٠.
(٤) بحار الأنوار ١٤ / ٢١٢.
(٥) الفقيه ٢ / ٥٤ ، ح ٢٣٨.