[١٢] (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (١٢))
(خُذِ الْكِتابَ) ـ يعني التوراة ـ بما قوّاك الله به على العمل به ، أو بجدّ وعزيمة. (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ) ؛ أي : النبوّة ، في حال صباه. وقال الصبيان ليحيى : اذهب بنا نلعب. فقال : [ما] للّعب خلقنا. فأنزل الله فيه : (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا). (١)
(وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) مثل عيسى. وكان يحيى وعيسى ابني خالة.
[١٣] (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا (١٣))
(حَناناً) ؛ أي : رحمة منّا عليه وتعطّفا في قلبه على أبويه وغيرهما. عطف على الحكم.
(وَزَكاةً) ؛ أي : طهارة من الذنوب. أو : صدقة. [أي] تصدّق الله به على أبويه ، أو مكّنّه ووفّقه للتصدّق على الناس. (تَقِيًّا) ؛ أي : متجنّبا عن المعاصي. (٢)
(وَحَناناً). قيل : معناه تحنّن الله عليه. كان إذا قال : يا ربّ ، قال الله : لبّيك يا يحيى. وهو المرويّ عن الباقر عليهالسلام. (٣)
[١٤] (وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا (١٤))
(وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ) : وبارّا بوالديه. (وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا) : عاقّا أو عاصي ربّه. (٤)
[١٥] (وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (١٥))
(وَسَلامٌ عَلَيْهِ) من الله (يَوْمَ وُلِدَ) من أن يناله الشيطان ما ينال به بني آدم (وَيَوْمَ يَمُوتُ) من عذاب القبر (وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) من عذاب النار وسؤال القيامة. (٥)
وقوله : (حَيًّا) إشارة إلى أنّه من الشهداء الموصوفين بالحياة عند ربّهم. (٦)
عن الرضا عليهالسلام : أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن : يوم يلد فيخرج من بطن
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٧٨١.
(٢) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٨.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٧٨٢.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٨.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٨.
(٦) مجمع البيان ٦ / ٧٨٢.