[عتو وكقعود] فاستثقلوا توالي الضمّتين والواوين فكسروا التاء فقلبت الواو الأولى ياء ثمّ قلبت الثانية وأدغمت. (وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) بل كنت معدوما صرفا. فالقدرة على إزالة ما يمنع قبول الولد أيسر. وفيه دليل على أنّ المعدوم ليس بشيء. (١)
(عِتِيًّا) بكسر أوّله حمزة والكسائيّ [وحفص] ، والباقون بالضمّ. وقرأحمزة والكسائيّ : وقد خلقناك» (٢)
[١٠] (قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا (١٠))
(آيَةً) ؛ أي : علامة أستدلّ بها على وقت كونه. (سَوِيًّا) ؛ أي : صحيحا من غير علّة. قال ابن عبّاس : اعتقل لسانه من غير مرض ثلاثة أيّام. وقيل : كان يقرأالزبور ويدعو الله ولا يمكنه أن يكلّم الناس. وهذا أمر خارج عن العادة. (٣) وإنّما ذكر اللّيالي هنا والأيّام في آل عمران للدلالة على أنّه استمرّ عليه المنع من كلام الناس والتجرّد للذكر ثلاثة أيّام ولياليهنّ. (٤)
[١١] (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (١١))
(مِنَ الْمِحْرابِ) ؛ أي : مصلّاه. سمّي المحراب محرابا لأنّه محلّ حرب الشيطان على الصلاة. كان زكريّا قد أخبر قومه بما بشّر به. فلمّا خرج عليهم وامتنع من كلامهم ، علموا إجابة دعائه فسرّوا به. (فَأَوْحى إِلَيْهِمْ) ؛ أي : أشار إليهم بيده ، أو كتب على الأرض. (أَنْ سَبِّحُوا). المراد الصلاة مجازا لأنّه جزء الصلاة. لأنّهم كانوا يصلّون معه الفجر والعشاء فكان يخرج إليهم فيأذن لهم ، فلمّا اعتقل لسانه ، خرج وأذن لهم بغير كلام ، فعرفوا عند ذلك أنّه قد جاء وقت حمل امرأته بيحيى. (٥)
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٧٧٩ ـ ٧٨٠ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٢٧.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٧٧٧ ـ ٧٧٨.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٧٨٠.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢٧ ـ ٢٨.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٧٨٠.