ابن إسحاق ... (١) كانت من أولاد يهوذا ابن يعقوب. وزكريّا من ولد هارون وهو من ولد لاوي بن يعقوب. أي : يرثني مالي ويرث من آل يعقوب النبوّة. وذلك لأنّ الميراث حقيقة .... (٢)(وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) ؛ أي : مرضيّا عندك ممتثلا لأمرك. ومتى حملنا الإرث على النبوّة ، كان هذا عبثا كأنّه قال : اللهمّ اجعله نبيّا عاقلا مرضيّا. ولأنّه قال : (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ) ولا يكون [ذلك] إلّا من جهة المال خوفا من أن يصرفوه فيما لا ينبغي فيكون فيه إعانة الفساد. (٣)
[٧] (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (٧))
(بِغُلامٍ). وهو اسم الولد أوّل ما يبلغ. (سَمِيًّا) ؛ أي : لم يسمّ باسمه أحد قبله. فقد سمّاه الله بالاسم الغريب لأنّ دين الله حيي بدعوته ، أو لأنّه حيي به رحم أمّه. (٤)
[٨ ـ ٩] (قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (٨) قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً (٩))
قال رب أنى يكون لي ولد على جهة الاستخبار. أي : أتعيدنا شابّين ، أم ترزقنا الولد شيخين؟ (عِتِيًّا) ؛ أي : حال اليبس ونحول العظم. وكان له بضع وتسعون سنة. وقيل : إنّما استعجب الولد من شيخ فان وعجوز عاقر اعترافا بأنّ المؤثّر فيه كمال قوّته وأنّ الوسائط عند التحقيق ملغاة. ولذلك (قالَ) أي الله أو الملك المبلّغ للرسالة بالبشارة تصديقا له : (كَذلِكَ) ؛ أي : الأمر كذلك كما قلت ، وهو على ذلك يهون عليّ لا أحتاج فيه إلى الأسباب. أو معنى (كَذلِكَ) أي : الأمر على ما أخبرتك من هبة الولد على الكبر. (قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ) بأن أردّ عليك قوّتك حتّى تقوى على الجماع وأفتق رحم امرأتك بالولد. و (عِتِيًّا) أصله
__________________
(١) النسخة ممحوّة لا يقرأ. انظر : مجمع البيان ٦ / ٧٧٦.
(٢) النسخة ممحوّة لا يقرأ. انظر : مجمع البيان ٦ / ٧٧٦.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٧٧٣ و ٧٧٦ ـ ٧٧٧.
(٤) مجمع البيان ٦ / ٧٧٨ ـ ٧٧٩ ، وتفسير البيضاويّ ٢ / ٢٧.